الثورة – فاتن دعبول:
احتفى فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بتوقيع رواية “جنوب الكهف بقليل” للأديبة سمر كلاس التي قدم لها رئيس فرع دمشق الدكتور إبراهيم زعرور، أن الكاتبة تطرقت وبجرأة في روايتها إلى عوالم جديدة من عوالم المؤامرة على سورية وفلسطين، وكيف تتحالف الماسونية مع الصهيونية لتنفيذ مخططاتها في الدول العربية من أجل الحصول على خيراتها، وأن الكاتبة استطاعت بمهارة وحرفية عالية أن تعالج الكثير من القضايا والأحداث التي تدور في وقتنا الراهن.
وبينت مدير الندوة الأديبة عبير القتال أن سمر الكلاس درست العلوم الطبيعية في الجزائر، وعملت كمدرسة في جامعة ليبيا، كما عملت في الهيئة القومية للبحث العلمي كباحثة، وهي عضو في تجمع كلمات الذي يعنى بالمواهب وزرع روح التحدي وسبق أن أسست لصالون أدبي استمر لثلاث سنوات.
وتعد روايتها “جنوب الكهف بقليل” الرواية الثانية بعد روايتها الأولى وكانت بعنوان “وينكسر الطريق”.
– رحلة بحثية..
وبينت الأديبة أنها حاولت في هذه الرواية أن تعبر عن قضايا الوطن العربي وهمومه وما يجري على الساحة الدولية وانعكاس ذلك على الساحة العربية، وخصوصاً مايجري في فلسطين وغزة على وجه الخصوص، وتشير إلى ضبابية النتائج التي ستحصل، فمن الصعوبة بمكان توقع النتائج والنهايات.
فالرواية على حد قولها، رحلة بحثية جميلة، يتعرض أبطالها لعقبات وتحديات كثيرة تنعكس على الحياة الاجتماعية اقتصادياً ونفسياً، ما يؤدي إلى مفارقات تتوقف عندها الرواية بشيء من التفصيل للوصول إلى مقولة الرواية التي تضع أمام القارىء الكثير من الحقائق والتوقعات، وتترك النهايات مفتوحة لأن الواقع لايبوح بنهاية حدث معين.
– الخطر القادم..
وعرضت الدكتورة آداب عبد الهادي في مشاركتها لأهم أحداث الرواية لتعريف المتلقي بمضمونها، وعبرت من خلال ذلك عن إعجابها بجرأة الكاتبة في طرحها لعالم الماسونية، الذي ترى عبد الهادي فيه الوجه الآخر للصهيونية وهي السبب فيما يصيبنا من كوارث وحروب، والتي تشكل قوة خفية تسعى للتحكم بالعالم،
كما أشارت إلى أهمية الكاتبة في وصف شخصيات روايتها التي وجدتها مميزة بكل عناصرها.
– حالة إبداعية جديدة..
كما بينت الناقدة ألوان عبد الهادي في مداخلتها أن الكاتبة سمر الكلاس قدمت روايتها بأسلوب فني جديد تجاوزت فيه الأسلوب الكلاسيكي في السرد، ليكون ذلك فتحاً جديداً لحالة إبداعية جديدة في عالم الرواية على صعيد السرعة في التعاطي مع الحدث والتكييف وتحديد البؤرة الأساسية للأحداث، ولكن بطريقة غير مألوفة.
وهي تعتمد على أمكنة متعددة وغير واضحة، ما أعطى الرواية فضاء لامتناهيا بما يتلاءم مع الفكرة المطروحة التي أشارت الكاتبة بإصبعها إلى مواقع خطرة للغاية.
وأضافت: إن الرواية لم تخل من العلاقات العاطفية التي بدت مضطربة، يتكلل بعضها بالنحاح وبعضها مغموس بالألم وغارق بالهواجس والهلوسات التي برزت على ألسنة الشخصيات، كما أكدت عبد الهادي أن الكاتبة تمتلك مخزوناً فكرياً كبيراً وظفته في هذه الرواية.
– الاحتفاء بالمكان..
وفي مشاركته التي قرأتها مدير الندوة، بيَّن الناقد والشاعر عماد الفياض أن اللافت في الرواية هو
قدرة الكاتبة على سرد الحكاية والاحتفاء بالمكان وتلك المنولوجات والحوارات المكثفة والسرد الدائري الذي يسير على مهل ثم يتصاعد وبعد ذلك يتابع، وأكد بدوره أننا أمام صوت روائي جديد ومختلف وقد أصبحت الكلاس على بعد خطوة من تمرين اسمها في عالم الرواية