الثورة – ناصر منذر:
الهزائم التي يتكبدها الاحتلال الإسرائيلي بميدان المعارك في غزة، وفشله بتحقيق أي من أهدافه، تدفعه للإيغال أكثر في سياساته الانتقامية بحق الأسرى في سجونه، كما هو حال جرائمه بحق المدنيين، والمشافي، ومراكز إيواء النازحين، إذا ضاعف الاحتلال من وتيرة جرائمه الممنهجة بحق الأسرى، بعد السابع من تشرين الأول الماضي، وذلك من خلال سلسلة إجراءات تنكيلية وحشية، منها الجرائم الطبية التي تجاوزت مفهوم “الإهمال الطبي المتعمد”، إضافة إلى التعذيب وامتهان كرامة الأسير، وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، وذلك في إطار عدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني.
ممارسات سلطات الاحتلال بحق الأسرى وإهمالهم طبياً، أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين الأسرى في سجون الاحتلال، وفق ما أكده نادي الأسير الفلسطيني، الذي أشار إلى أن جملة الإجراءات التنكيلية التي تواصل قوات الاحتلال تنفيذها بحق الأسرى أدت إلى التسبب بإصابات بين صفوفهم وقد تصاعدت بشكل غير مسبوق، وساهمت في تفاقم الأوضاع الصحيّة للأسرى.
وأوضح نادي الأسير في بيان اليوم نقلته وكالة وفا، أن أبرز هذه الإجراءات التي مسّت واقع الظروف الاعتقالية بشكل جذري: “الاكتظاظ الشّديد في الزنازين، والذي فرض بقرار من حكومة الاحتلال، فغالبية الزنازين يقبع فيها أكثر من 10 أسرى، الأمر الذي يعني أن كل زنزانة فيها زيادة أربعة أسرى على الأقل، إضافة إلى قلة توفر الماء، وتقليص عدد مرات الاستحمام المتاحة للأسرى، وظروف العزل المضاعفة، وغير المسبوقة التي يعيشها الأسرى، وحرمانهم من الحركة بشكل كاف”.
وساهمت سياسة التجويع المستمرة في سجون الاحتلال بالتأثير على أوضاعهم الصحيّة، عدا عن قلة الملابس وإقدام إدارة سجون الاحتلال بسحب ملابس الأسرى بعد السّابع من تشرين الأول الماضي، وإبقاء غيار واحد لكل أسير فقط في غالبية السجون، حيث أثرت هذه النواحي على مستوى النظافة الشخصية للأسرى مع انعدام توفر مواد التنظيف، واضطرار الأسرى إلى غسل ملابسهم وارتدائها وهي مبللة، وقد فاقمت ظروف الشتاء القاسية من أوضاع الأسرى بشكل كبير جداً على ظروفهم الاعتقالية.
وشدد نادي الأسير على أن آثار هذه الإجراءات تتفاقم مع مرور الوقت، فالزمن بحال استمرار فرضها على الأسرى، سيفاقم من الأوضاع الصحية للآلاف من الأسرى، خاصّة في ظل استمرار حملات الاعتقال التي طالت الآلاف من الشعب الفلسطيني.
وأكد النادي أن إدارة سجون الاحتلال صعدت من مستوى الجرائم الطبية التي تجاوزت مفهوم “الإهمال المتعمد” والذي شكّل على مدار السّنوات القليلة الماضية السبب الأساس في استشهاد العديد من الأسرى في سجون الاحتلال.
يشار إلى أن عمليات التعذيب التي شكلت السبب الأساسي في استشهاد 7 أسرى بعد السّابع من تشرين الأول الماضي في سجون الاحتلال ممن أعلن عنهم، شكلت إلى جانبها قضية الجرائم الطبية سبباً أساسياً ساهم في استشهادهم.
ويبلغ عدد الأسرى حتى نهاية شهر كانون الأول المنصرم، أكثر من 8800 أسير، علماً أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال كان قبل السابع من تشرين الأول الماضي، أكثر من 5250 أسيراً.