الثورة – منهل إبراهيم:
على الرغم من كل التقدم الصناعي والتكنولوجي الذي توصل إليه الإنسان وتسخير الطبيعة البحرية والجوية لخدمته، إلَّا أنه وبسبب استخدامه للتقنية بشكل غير سليم واستفزازي كما تفعل الولايات المتحدة تجاه الصين قد تتعرض السفن والطيران للمخاطر أو الحوادث البحرية والجوية في أثناء سيرها في البحر والفضاء.
وزادت البحرية الأمريكية نشاطها الاستفزازي في بحر الصين الجنوبي في مراقبة المياه البحرية بشكل كبير في ظل التوترات القائمة بينها وبين الصين خصوصا ما يتعلق بقضية تايوان، مع ارتفاع مخاطر حدوث حوادث بحرية وجوية، وهجمات استفزازية بالطائرات بدون طيار على السفن التجارية التي تمر في المنطقة، ويشمل ذلك إجراءات من الجانب الصيني لمواجهة التهديدات، التي تمثل بوجود المدمرات والفرقاطات الأمريكية.
الصين أكدت أن المسبب الرئيسي لحوادث الأمن البحري والجوي بينها وبين الولايات المتحدة يتمثل في الممارسات والاستفزازات العسكرية الأميركية في المنطقة.
وبالرغم من المحادثات الصينية-الأميركية لتنسيق سياسات الدفاع التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر إلا أن واشنطن غير ملتزمة بقواعد القانون الدولي، وفي نظر بكين يكمن السبب الجذري لقضايا الأمن البحري والجوي بين الجانبين في المضايقات والاستفزازات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في عقر دار الصين إلى جانب انخراطها في أنشطة مستمرة ومكثفة وعالية الوتيرة في المناطق البحرية والجوية المحيطة بالصين.
وبالمقابل فإن التحركات التي يتخذها الجيش الصيني وفقاً للقوانين واللوائح تعد مشروعة ومسؤولة ومهنية ومنضبطة، ودوماً تحث بكين الجانب الأميركي للتوقف عن الاستفزازات والكف عن إساءة استخدام القانون الدولي والتوقف عن كل الارتكابات الخطيرة، وعلى فرض الانضباط الصارم على قواتها الموجودة على الأرض.
وتؤكد بكين في كل المناسبات السياسة والعسكرية أن الحوارات والمشاورات تجري على نحو مضطرد بين جيشي الصين وأمريكا، فقط على أساس المساواة والاحترام والندية وليس على أساس الغطرسة واستعراض القوة ولي الذراع.
وفي المقابل وبما يؤكد تمسك الصين بقواعد القانون الدولي فإنها تبدي معارضتها الشديدة لتنفيذ الفلبين أي شكل من أشكال البناء على الجزر الصينية ومنطقة الشعاب المرجانية الصينية التي تحتلها مانيلا بشكل غير قانوني.
إن الصين تتمتع بسيادة لا تقبل الجدل على جزر نانشا تشيونداو والمياه المجاورة لها، إذ إن تلك السيادة لها أساس تاريخي وقانوني كامل”، كما تؤكد الصين وهناك بعض الصعوبات في العلاقات الحالية بين بكين ومانيلا وذلك لأن الأخيرة وبالتواطؤ مع قوى خارجية نكثت بوعدها واستمرت في انتهاك سيادة الصين والقيام باستفزازات في بحر الصين الجنوبي.
وفي نظر الصين فإن هذه الأعمال والتصرفات من جانبي واشنطن ومانيلا قوّضت الحقوق والمصالح المشروعة والقانونية للصين، وهي تحث الجانب الفلبيني والأمريكي على احترام التاريخ والاعتراف بالواقع وعدم المضي قدماً في المسار الخاطئ، والصين ترغب في العمل مع الفلبين وأمريكا لحل الخلافات من خلال الحوارات والتشاور الندي، وإذا أصر الجانبان على اتخاذ مسارات خاطئة، فمن المؤكد أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة صارمة.