الثورة – آنا عزيز الخضر :
قصص واقع الحرب الإرهابية الظالمة على سورية ، التي عاشها الناس، تفرض تفاصيلها على جميع أجواء الإبداع وأشكالها، ويأتي المسرح في المقدمة، ولطالما كان المسرح السوري السباق في مرافقة الواقع والالتزام به، كمحاولة راسخة دائماً وأبداً، سعياً للتغيير نحو اﻷفضل ومحاربة السلبيات، تلك التي تصادر كل ما يحقق الإنسانية الخالصة، التي تحمل الجانب المشرق من الرقي، لأنه وإن سببت الحرب الآلآم الكثيرة للناس، إﻻ أنه لعبت سلوكيات البعض منهم دورهاً في مضاعفة تداعيات ما حصل، خصوصاً السلوكيات غير المسؤولة والأنانية في مضاعفة الوجع
فاتسعت تبعات الحرب.
لذلك يطرحها المسرح بكل واقعية لكشف كل تلك المعضلات، الضروري تجاوزها.. هذه الملامح الواقعية حضر الكثير منها عبر عرض “تماس” تأليف محمد سمير الطحان وإخراج محمود عبد الياقي. ، على مسرح الحمراء بدمشق،
وحول العرض تحدث عبد الحق لـ “الثورة” قائلاً: قصة العرض واقعية مؤلمة، تحكي قصصاً كثيرة، وتحمل إسقاطات واسعة عن أحداث، عرفناها وعشناها، فهناك شخصيات واقعية تكاد تكون حقيقية، فشخصية فرح هي شخصية فتاة فقيرة، خريجة الآداب العربي، التي ستتحول في مابعد إلى إنسانة تفكر في بيع جسدها مقابل المال، لتعيش حياة مقبولة، هي وأهلها، وحسان الرجل الخمسيني، الفنان التشكيلي، الذي تخلى عن فنه وأحلامه ومهنته بسبب حبه لزوجته، واشتغاله مع والدها في معمل الألبسة، وبعدها تعرض للغدر منها وسرقة أمواله، ومغادرتها إلى أوروبا، ليبقى وحيداً، يصارع الحياة ضمن متجر الألبسة، الذي يعيش به.
وضمن العرض ستدور حوارات عميقة، تكشف دواخل كل شخصية من هذه الشخصيات عبر حوار جريء، فيه السرد حيناً، والبوح حيناً آخر ، وكل ذلك يضيء على هموم وواقع كل منهما، ليبدأ حسان بالتعلق بها بسبب فقدانه للعاطفة والإنسانية عبر سنوات الحرب الماضية، لنصل في نهاية العرض إلى وداع هاتين الشخصيتين، من دون أي تأثير بما دار بينهما أثناء العرض، ليبرز الجفاء وتبلد المشاعر من جراء تراكم الأوجاع والجراح.