حضارتنا العربية.. صدرت للعالم الفن الإسلامي وهويته التراثية

الثورة – سلوى إسماعيل الديب:

تفوقت الحضارة الإسلامية على جميع الحضارات، وكانت سابقة وسباقة، لذلك تمت سرقتها والاقتباس منها.

تناولت محاضرة اليوم جانباً لم يسلط الضوء عليه وهو الأزياء في تلك الفترة، فقد قامت “مؤسسة نقش التغيير”، بالتعاون مع نقابة المهندسين فرع حمص، بتقديم محاضرة علمية مميزة ضمن مبادرة “خبرتك لأهل بلدك” بعنوان “الفن الإسلامي مقاربة نقدية لتجاوز المعايير الغربية”، تضمنت المحاضرة كلمة حول إحياء التراث السوري ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية.

بدأت المحاضرة الباحثة بالتراث ومصممة الأزياء الدكتورة عايدة الدالاتي بالحديث عن هدفها من المحاضرة وهي توعية الشعب السوري حول الفلكلور السوري خاصة، وما يحيط به من غموض، وعن الأقمشة والنقوش على الثياب في تلك الفترة، وأن تاريخنا يعود 13 ألف سنة، يبدأ من تل مرديخ العصر البرونزي إلى الآن، وتناولت دور الحضارات جميعها الرومانية والبزنطينية والأموية، فطالما كان الغرب دائماً يحاول إعطاء صورة بأنه ليس لنا جذور أو حضارة قديمة.

وأشارت الباحثة إلى اهتمام وزارة الثقافة بموضوع توثيق الأزياء، وتحدثت عن عملها مع الدكتورة هند قبوات، والتنسيق معها بهدف التوعية لإحياء التراث السوري من خلال إقامة دورات، وأن يكون للمرأة السورية مستقبلا في الأعمال اليدوية، على مستوى عال من تنسيق الألوان والتسويق، ويتم العمل ضمن برنامج لمساعدة النساء، فقد بدأ العمل من أطراف مدينة دمشق وحرستا ودوما والشاغور وجوبر، إذ يتم العمل على تدريب النساء، كالخلية الأساسية التي يخرج منها مدربات لتكبر الحلقة، فكان أول نشاط يقومون به في حمص بعد هذه المناطق، وقد جاء عدة دعوات منها كفر تخاريم في إدلب وحماة مع تمنياتها بزيارة هذه الأماكن، وحمص أول تجربة بعد القطيفة.

وأشارت الدالاتي إلى وجود نساء مميزات كان لهن دور في الثورة، واستهدفت التجربة في عملها فئة الأرامل والأيتام، علماً أن نساء سوريا تمتلك الكثير من المواهب، فتحمل السيدة الشهادة بيد والحاسوب بيد أخرى وعلى الطاولة التطريز والمقص.

وأضافت الدالاتي: كان للحصار الفكري أثر كبير على الفن، وكيف تتمكن السيدات من عرض منتجاتهن في لندن وفي أميركا، بما أن الذوق مختلف في الخارج يمكن إجراء بعض التعديلات على الألوان.

أشارت إلى أن الكروشيه والخرز ليس من التراث السوري، فالتراث السوري نقوش يدوية لها معان، موجودة في القطيفة، والقلمون، ومحردة، وحمص، مثل شغل الذهب والقصب، الذي يعود إلى آلاف السنين.

وأضافت: نستطيع رؤية الحضارة الشركسية في سوريا بعد إبادة الشراكس، وتم استضافتهم في سوريا واختلط التراث الشركسي والأرمني مع التراث السوري.

بدورها طرحت المحاضرة في الفن الإسلامي هلا قصقص أسئلة الفن الإسلامي: كيف يمكن أن ننظر للفن الإسلامي بمنظور غير استشراقي؟

الفن الإسلامي ليس لوحة توضع على الحائط أو تمثالا يعرض في متحف، كما في الغرب، أغلب الفنون الإسلامية فنون وظيفية مثل العمارة والزجاجيات والنحاسيات وغيرها، أي الحاجات التي تتفاعل معنا في حياتنا اليومية، فنحن لا نستطيع تقييم الفن الإسلامي مثل تقييم الفنون الأوروبية التي يطلق على الفن الإسلامي بالفنون الدنيا، الفن يعبر عن حضارتنا التي نعتز بها، ولا نقبل أي تقييم له، ونعمل على تغيير النظرة القائمة عليها.

دارت محاور مشاركة قصقص لتقيمات الفن، بأنه فن ليس فردياً كما هو في أوروبا، يعتمد على المعايير الفردية مثل اللوحة باسم فلان، وإنما نبحث في تاريخنا عن الحقبة التي تمت فيها، والحاكم الذي أمر بإنشاء هذه التحفة سواء مبنى أو غيره، فقيمة الفن تقدر بصلته بالإسلام والزخرفة الإسلامية، وأهمية الخط العربي في العمارة.

‏وجهت الباحثة رسالة عن أهمية البحث العلمي، والحفاظ على التراث وضرورة وجود منهجية علمية واضحة، كيف ننظر إلى الفن الإسلامي من منظور متعدد الاختصاصات، علينا أن ننظر إلى الخلفية الاقتصادية والتاريخية والجغرافية والانتروبولوجية..  في الفن الإسلامي يكون العمل مؤسساتي، وقد وثقت المباني في تلك الفترة بأسماء الحكام الذين أمروا بإنشائها.

التقت “الثورة” على هامش المحاضرة الدكتور الباحث عبد الرحمن بيطار، مشيراً إلى أهمية الموضوع، لأنه جزء من مفهوم الحضارة العربية الإسلامية، وبين تميز حضارتنا التي تعود لآلاف السنين، وربط ووصف الحضارة الإسلامية بالإنسانية وحب الإنسان والحياة الجميلة.

وبيطار قارئ ودارس جاء ليتعرف على هذه الباحثة النقدية، مؤكداً أن حضارتنا راسخة ومن يتطلع يكتشف أن أساس الحضارة في أوروبا، انطلقت من بلادنا.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا