القادري أمام مؤتمر عمال البناء والأخشاب: قوتنا في وعينا وتضامننا وشعارات الغرب حول حقوق الإنسان كاذبة
الثورة – متابعة غصون سليمان ومريم إبراهيم:
بدأت في المعهد العربي للدراسات العمالية اليوم بريف دمشق أعمال المؤتمر العام التاسع للاتحاد المهني العربي للبناء والأخشاب، بمشاركة وفود كل من مصر والعراق والبحرين والكويت والأردن والبحرين وفلسطين وليبيا واليمن ولبنان وسورية.
وحيا المشاركون في كلماتهم الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه حرب الإبادة التي تشنها آلة الإجرام الإسرائيلية.
ورحب الأمين للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال سورية جمال القادري بالوفود العربية المشاركة وإصرارهم على إنجاح هذا المؤتمر الذي ينعقد في ظروف بالغة التعقيد عربياً ودولياً، وأوضح في حديثه جملة المتغيرات التي تعصف بكل الثوابت والقيم الوطنية لأمتنا العربية، من خلال الهجمة الغربية والصهيونية البربرية التي تحاول حرف البوصلة عن قيم مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وكل ما تربينا عليه من فضائل وقيم.
وبيَّن القادري كيف أن النزاعات والصراعات والحروب تنتشر في كل مكان من العالم والتي يقف وراءها فاعل واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها “إسرائيل”، مؤكداً أن جميع الحروب المصطنعة هي لخدمة شركات الأسلحة العابرة للقارات، وما الشعارات التي يطرحها الغرب حول حقوق الإنسان ما هي إلا كذبة كبيرة سرعان ما يظهر زيفها حين توضع على المحك.
وتساءل الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، كيف للشعب الفلسطيني الذي يذبح بأكمله على الهواء مباشرة، وتدمر بيوته ومستشفياته ومؤسساته وتقتل نساؤه وأطفاله وشبابه وشيوخه وشلال الدم نتابعه على الشاشات في ظل صمت دولي مريب وعجز جميع المنظمات الأممية التي تدعي حقوق الإنسان وغيرها؟ منوهاً بأنها حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى يقوم بها الكيان الإسرائيلي بدعم أعمى من أمريكا وبعض دول الغرب التي حركت جسورها الجوية والبحرية لنقل السلاح لهذا الكيان الغاصب.
ووصف القادري عالم اليوم بأنه عالم لاحق فيه ولا عدل ولا منطق. حيث تسعى القوى الغربية المسيطرة والمهيمنة على خلق واقع عربي عنوانه التفرقة والاستغلال والاستفراد بكل دولة وهو سعى إليه مشروع الربيع العربي، انطلاقاً من العراق وليبيا ومصر وسورية وصولاً إلى باقي الدول العربية، وكان مقدمة لما يجري في فلسطين اليوم، بهدف تصفية القضية الفلسطينية والتي بدأت أساسا من معاهدة أوسلو مروراً بالعدوان على بعض الدول العربية وحصارها بالجوع والفقر والترهيب لحرفها عن مبادئها.
الوعي مقترن بالقوة
وأكد القادري أن صخرة الصمود السوري جيشاً وشعباً وقيادة وعمالاً أفشلت الكثير من المشاريع الغربية في المنطقة العربية، ومازالت سورية تدفع الثمن غاليا لغاية اللحظة لأنها ثابتة على مبادئها باعتبارها جوهر القومية العربية ومحور المقاومة.
وأضاف- في هذا السياق: أنه لا بديل عن الوعي المقترن بالقوة والقدرة على الإقناع، والتوجه إلى القواعد العمالية فهي الحصانة والركيزة لهذه المنظمة العريقة، “الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب” الذي كان عرضة للاستهداف كما الدول العربية لأن فكر ودستور هذا الاتحاد، قومي، عروبي، يسعى للبناء والتحرر بما يخدم قضايا الأمة العربية، لافتاً إلى أن العالم اليوم لا يعترف إلا بالأقوياء، واتحاد عمال البناء والأخشاب العرب ساهم في بناء الوطن العربي على مستوى التنمية في جميع مفاصل الحياة ويجب النهوض مجدد.
وحذر الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من الانتشار المرعب لوسائل التواصل الاجتماعي والتي لا يمكن إلغاؤها أو السيطرة عليها ما يتطلب منا الوعي الكبير وتمييز الغث من الثمين، وأن نكون حريصين على أهدافنا وانتمائنا، من دون الانجرار وراء الشعارات المضللة والمغرضة.
ووجه الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تحية الفخر والاعتزاز للشعب الفلسطيني المقاوم بأطفاله وشيوخه ونسائه، مؤكداً أن الدماء الزكية ستثمر نصراً وعزة، للقضية الفلسطينية العادلة.
– تقوية قطاعاتها العمالية..
رئيس المجلس المركزي للاتحاد المهني العربي للبناء والأخشاب رئيس النقابة العامة ونائب رئيس اتحاد عمال مصر عبد المنعم الجمل أكد في كلمته على أهمية المؤتمر وما يكشف من إرادة حقيقية لمواجهة التغيرات التي تشهدها الساحة العمالية بشكل عام، حيث تشهد الساحات العمالية الإقليمية والعربية والدولية متغيرات كثيرة وتحالفات جديدة، وهذا يتطلب تقوية قطاعاتنا، وأن نكون أكثر نشاطاً وفاعلية خلال المرحلة القادمة وأن تقوم كل نقابة عربية بدورها المنوط بها وسط هذه المتغيرات حفاظاً على العمالة، حيث تواجه الحركة النقابية والواقع العمالي والنقابي العربي تحديات كبيرة، ما يلزمنا بتوحيد الرؤى والمواقف، فإذا خلصت النيات ونفذت التوصيات والالتزامات سيشهد الاتحاد المهني عصراً جديداً.
وأكد على أهمية فتح آفاق جديدة في التعامل مع القضايا العمالية العربية، وأن نسلك منهجاً جديداً ينتج التفاعل والتواصل بين النقابات العمالية جميعها، إضافة إلى أننا لسنا بمعزل عن ما يدور وما تعانيه الساحة النقابية والعمالية وترسيخاً لمبدأ التكافل، خاصة وأن هناك ملفات عمل مهمة تشغل بالنا كقيادات نقابة عربية يأتي في مقدمتها ما يحدث وما تعانيه دول عربية عدة في فلسطين واليمن وسورية ولبنان وغيرها، مع الدعم لجميع القضايا العربية العادلة.
– نقدر مواقف سورية..
نائب الأمين العام للاتحاد المهني العربي محمود سالم الحياري- رئيس النقابة العامة في الأردن عبر عن اعتزازه بمواقف سورية التي عانت الكثير من الحرب العدوانية على جميع المستويات، وبالتالي من المهم جداً دعهما وهي التي مازالت قلب العروبة النابض وأعطت للأمة العربية أكثر مما أخذت من العرب، مؤكداً على ضرورة الوقوف بجانبها ضد المؤامرات التي تحاك ضدها، وبين أن المشاركة في هذا المؤتمر مهمة حيث يعقد في ظروف استثنائية غير عادية، فهناك العدوان على غزة والذي استخدم كل الأدوات لإبادة الشعب الفلسطيني، الذي ضحى ويضحي بكل ما يملك، فهو يستحق كل الدعم والمساندة بكل ما نملك من قوة عملية في الوطن العربي.
– إرادة العمال..
رئيس الاتحاد المهني للبناء والأخشاب في سورية خلف حنوش بين أن سورية عانت من الحرب أكثر من عشر سنوات والتي كان هدفها الأساسي التخريب وتدمير كل عجلة تدور وكل آلة تعمل، مشيراً إلى أن عمال سورية بشكل عام وعمال البناء والأخشاب بشكل خاص سطروا الملاحم الخالدة بالدفاع عن مصانعهم وما نموذج عمال شركة إسمنت الرستن إلا دليلاً على هذا الصمود.
وأضاف: إنه على الرغم من التخريب الكبير من المصانع والمعامل لم يستطع الإرهاب وأدواته النيل من إرادة العمال وتفانيهم بعملهم، إذ باشرت سواعد عمالنا ببناء الوطن، وننتظر المشاركة من باقي الاتحادات العمالية والخطوات العملية والخبرات للمساعدة وإعادة بلادنا لما كانت عليه من تطور، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر مهم للغاية ونأمل أن يكون شعاعاً ينطلق منه خطوات عملية ملموسة على الأرض.
وقال حنوش: في الاتحاد المهني تتصدر مهام كثيرة على صعيد الصحة والسلامة المهنية للعمال وخاصة أننا في مرحلة إعادة الإعمار، ما يتطلب تضافر جميع الجهود للاستفادة من جميع الخبرات والتجارب للوصول إلى توصيات يتم العمل عليها في المرحلة القادمة.
وهناك مسؤوليات وطنية وطبقية وقومية ومهنية وتحديات واسعة تمتد لتشمل معظم الوطن العربي، مؤكداً أهمية الجدية والشفافية في الحوارات والنقاشات فيما نأخذه من توجهات مستقبلية لنكن أكثر قدرة على الفعل البناء الذي يخدم مصالح عمالنا والمصالح الوطنية والقومية.
فنحن جزء لا يتجزأ من أمتنا العربية وحركتها النقابية بقيادة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي نجدد التزامنا بخطه القومي وتاريخه النضالي والالتزام بدستوره وتوجهاته والعمل لترجمة هذه التوجهات، شاكراً قيادة العمال العرب على ما يقدمه للاتحاد المهني العربي من دعم ومساندة والتطلع للارتقاء بالفعاليات الخاصة بالاتحاد في المرحلة القادمة، مشيداً بجهود الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية على دعمه المتواصل للاتحاد المهني العربي الذي استمر على الرغم مما تتعرض له سورية من حرب عدوانية لم توفر شيئاً، آملاً أن يكون المؤتمر منبراً لتبادل الآراء والرؤى البناءة الهادفة.
– أهمية المؤتمر..
وفي تصريح خاص لـ “الثورة” بيَّن عضو الأمانة العامة لاتحاد عمال فلسطين قاسم معتوق- عضو الأمانة العامة لاتحاد عمال فلسطين- أهمية المؤتمر والتي تكمن في دعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة ودعم الحركة العمالية في فلسطين، ودعم صمود سورية وشعبها الذي يتعرض للحصار، آملاً نجاح المؤتمر خدمة لقضايا شعوبنا العربية، مع أهمية تضافر وتشبيك الجهود العربية للوقوف ودعم القضية الفلسطينية.
وعبَّر رئيس النقابة العامة للبناء في اليمن يحيى محمد طيب عن تقدير الوفد اليمني المشارك لسورية لاحتضانها المؤتمر النقابي العربي المهم والذي يمثل قطاعاً من أهم القطاعات الحيوية جداً، وهو قطاع البناء والإنماء والذي يعول عليه دائماً في إعادة بناء وتعمير ما تم تدميره في البلدان التي تعرضت للعنوان كما حصل في سورية واليمن وغيرها من بلدان عربية، متمنياً أن يخرج المؤتمر بقرارات ونتائج وتوصيات تخدم الحركة النقابية العربية.
هذا وتستمر أعمال المؤتمر مدة يومين ٢٩-٣٠ يناقش خلاله جدول أعماله حسب البنود المدرجة والمتعلقة بانتخاب لجنة تثبيت العضوية، ومشروع خطة عمل الأمانة للدورة النقابية الجديدة ٢٠٢٤ وغيرها.