الثورة – منهل إبراهيم:
يهدد غول الاستيطان قطاع غزة، مترافقاً مع العدوان البربري الذي يشنه الكيان الصهيوني على أرجاء القطاع، فقد تعالت الأصوات الصهيونية للاستيطان في القطاع لحماية ما يسمى أمن الكيان الصهيويي.
آلاف الإسرائيليين ومن بينهم وزراء ما يسمى اليمين المتطرف وحلفاء لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو شاركوا في مؤتمر ما يسمى “العودة إلى قطاع غزة” بالقدس، للمطالبة بإعادة بناء المستوطنات في القطاع المنكوب.
وشارك الآلاف من بينهم 12 وزيراً في الحكومة الصهيونية و 15 عضو كنيست، في مؤتمر مزعوم يدعو للاستيطان داخل القطاع، وهتف المشاركون الصهاينة “اتفاقات أوسلو ماتت، في إشارة إلى الاتفاقيات التي جرت في التسعينات ومنحت الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً، بينما ألقى ما يسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير كلمة قال فيها: (إذا كنا لا نريد 7 أكتوبر آخر، علينا أن نسيطر على المنطقة)، في إشارة إلى الضربة المهينة التي تلقتها “إسرائيل” على أيدي المقاومة.
وأضاف الصهيويي بن غفير أنه على “إسرائيل” أن “تشجع الهجرة الطوعية” للفلسطينيين من غزة، مكرراً تصريحات سابقة استدعت انتقادات حادة من المجتمع الدولي.
أما موشيه فيغلين، عضو الكنيست السابق الذي يدعمه المستوطنون، فقال: “لا توجد طريقة للانتصار في هذه الحرب دون إعادة بناء غوش قطيف، وقطاع غزة يجب أن يزدهر بالقرى والمدن اليهودية”. حسب تعبيره.
وغوش قطيف كانت عبارة عن كتلة استيطانية بدأ بناؤها سنة 1973، و ضمت 21 مستوطنة في قطاع غزة.
وفي سنة 2005 تم إخلاء هذه المستوطنات، ضمن ما عرف بخطة “فك الارتباط” عن غزة التي بادر إليها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، وتمّت المصادقة عليها بصعوبة في الكنيست، بسبب معارضة الليكود للخطة التي أيدها على مضض بنيامين نتنياهو وبعض قادة الحزب.
وسبق أن رفض نتنياهو في تصريحات رسمية سابقة إعادة الاستيطان في غزة واعتبره “مشروعاً غير واقعي”، لكن هذا المؤتمر الصهيوني يُظهر أن الموقف الذي كان هامشياً في السابق، قد اكتسب زخماً داخل حكومته الصهيوينة، وبات يجد تأييداً واسعاً في الشارع الصهيويي.
وخلال المؤتمر قال وزير المالية الصهيويي، بتسلئيل سموتريتش: “علينا أن نقرر عند هذه النقطة المفصلية، هل نهرب مرة أخرى، أم نستوطن الأرض ونسيطر عليها لتحقيق الأمن لإسرائيل بأكملها.. دون استيطان، لا يوجد أمن”.

السابق