الثورة – رشا سلوم:
من جديد تعود أعمال جول فيرن للواجهة من حيث الاهتمام والترجمة إلى اللغة العربية وتقديمها للقارئ بأسلوب سلس وجميل.
ضمن سلسلة أدب الخيال العلمي التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب صدرت ترجمة الجزء الأول والثاني من روايته خمسة أسابيع في منطاد، وقبل الوقوف عندها نشير إلى محطات في حياته.
محطات
ولد عام 1828 وتوفى عام 1905، وهو روائي فرنسي، وشاعر، وكاتب مسرحي اشتهر بروايات المغامرة وله الأثر العميق في أدب الخيال العلمي.
ولد فيرن لأبوين برجوازيين في ميناء نانت، حيث تدرب على خطا والده محامياً، لكنه استقال من مهنته في وقت مبكر ليتفرغ في الكتابة بالمجلات والمسرحيات، تعاون معه في النشر بيير جول هيرتز لتأليف سلسلة رحلات غير عادية، السلسلة التي لاقت شعبية على نطاق واسع من الروايات والمغامرات التي كانت مدروسة بدقة، مثل رواية: رحلة إلى مركز الأرض، عشرون ألف فرسخ تحت الماء، وحول العالم في ثمانين يوما.
ويرى النقاد أن فيرن يعتبر عموماً مؤلفاً أدبيّاً كبيراً في فرنسا ومعظم دول أوروبا، وكان له تأثير واسع على الأدبي الطليعية وعلى السريالية، تختلف سمعته بشكل ملحوظ في المناطق الناطقة بالإنجليزية، فكثيراً ما يوصف بكاتب أدب الخيال أو أدب الأطفال، بسبب الترجمة المختصرة لرواياته التي تم طباعتها من جديد.
شهرة عالمية
فيرن هو ثاني أكثر كاتب تترجم رواياته في العالم منذ عام 1979، وكان الترتيب بين الكتاب باللغة الإنجليزية أجاثا كريستي ووليام شكسبير؛
ويقال إنه ربما كان الأكثر ترجمة خلال الستينيات والسبعينيات، في الإنجليزية هو أحد من يسمون باب الخيال العلمي، وقد أعطي هذا اللقب إلى هربرت جورج ويلز وهوغو جرينزباك.
لكن قيمة جول فيرن الأدبية تكمن قبل كل شيء في كونه أول كاتب للخيال العلمي الحديث، فهو في رائعته (من الأرض إلى القمر) تنبأ بإطلاق ثلاثة رواد إلى القمر، تماماً كما حصل بعد ذلك بقرن تقريباً حين أصبح الرائد الفضائي نيل آرمسترونج أول إنسان يطأ سطح القمر. وفيرن أيضاً تكلم عن الكهرباء والغواصات والاختراعات الحديثة قبل أن تدخل حيز الوجود بعشرات السنين.
درس البلاغة والفلسفة في مدرسة في نانت، ودرس الحقوق بعد أن أنهى البكالوريا، ولكنه رفض أن يخلف أباه في مهنة المحاماة، بدأ في كتابة القصائد، وأدخل التراجيديا في الشعر، أنهى دراسته في الحقوق في باريس في نوفمبر 1848. كان لديه اهتمام بالمسرح.
موضوعاته
أغلب موضوعات هذه الأعمال الأدبية التي تخصص فيها، كانت تدور حول المخترعات العلمية التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى المخترعات الخيالية التي كان يتنبأ بها ويتوقع ظهورها لخدمة الإنسانية. ومن المعروف أن الأعمال الأدبية التي تدور حول المخترعات، أو حول الرحلات، أو حول المغامرات المثيرة تعتبر توليفة محبوبة وجذابة للقراء.
ترجمة
أشرنا إلى أن الهيئة العامة السورية للكتاب أصدرت الجزء الأول والثاني لروايته ضمن سلسلة “أدب الخيال العلمي” (خمسة أسابيع في منطاد- القسم الأول): ترجمها إلى العربية الدكتور عادل داود.
(أضحى الهواء شديداً ذا اضطراب. والحق أن فكتوريا كانت تميل مع هوى الأجواء، فقذفت تارة في الشمال، وتارة في الجنوب، غير متمكنة من مصادفة هبوب مستقر. فقال كينيدي، وهو يلاحظ التذبذبات المتكررة للإبرة المغناطيسية: “إننا نسير بسرعة كبيرة ولا نتقدم كثيراً”.
وقال صموئيل فيرغسون: “تسير فيكتوريا بسرعة تبلغ على الأقل ثلاثين فرسخاً في الساعة. انحنيا، وانظرا كيف تتلاشى القرية بسرعة تحت أقدامنا. هاكما! تبدو هذه الغابة وكأنها تتداعى أمامنا”.