الثورة – آنا عزيز الخضر:
بعيداً عن أوجاع الحرب.. هناك معالجات هامة، تشد المبدع للتركيز على سلبيات اجتماعية، يجب أﻻ يغفل عنها الفن الجاد، يأتي في مقدمتها التفكك الأسري، وما يتركه من أثر بشع على بنيان الأسرة، وما قد يعكسه على أفرادها والمجتمع ككل، وهي قضية اجتماعية ﻻ يستهان بها، كونها تخلق نموذجاً إنسانياً بعيداً عن التوازن والاتزان والرؤية السليمة تجاه الحياة، وما يتركه هذا الجانب على الشخصية الاجتماعية والجانب الاجتماعي، وقد نشأ في ظروف صعبة تفقده القدرة على المحاكمة السليمة والعجز تجاه المشكلات وتجعله دوماً في مساحة غائمة الرؤية.
هذا الجانب برز عبر الفيلم الروائي الطويل “يومين” للمخرج باسل الخطيب في ثالث تعاون له مع الفنان دريد لحام، الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وقد عرض في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
السيناريو تليد الخطيب، يقدم الفيلم ضمن حكاية اجتماعية تبلور بشاعة وتداعيات العنف الأسري، من خلال قصة أب يعيش أوضاعاً مادية صعبة وظروفاً قاسية، ما يترك أثره السلبي على أسرته وأطفاله كل ذلك سيحفر بصماته بقوة على جميع جوانب حياة هذه الأسرة، سلوكيات وعلاقات ومواقف وقيم.. وكل جانب يرتبط بحياة هذه الأسرة، ليقدم الفيلم رؤية متكاملة، تبرز بجلاء انعكاس ذلك على المجتمع ككل، وكيف يتداخل الخاص مع العام، متجلياً عبر الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والنفسية وغيرها.
شارك في الفيلم فنانون متميزون منهم: الراحل أسامة الروماني، محسن غازي، يحيى بيازي، وائل زيدان، رهام غسان، نور الوزير، وليم فارس، والطفلة شهد الزرق، والطفل جاد دباغ وغيرهم.