ما إن انتهت حلقات المسلسل المصري “حالة خاصة” حتى أصبح أبطاله نجوماً تتردد مشاهدهم عبر فيديوهات ولقاءات تلفزيونية، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي.
المسلسل عرض بداية العام الحالي، لفت الأنظار واحتل المرتبة الأولى ضمن الأعمال الأعلى مشاهدة، يحكي العمل حكاية المحامي الشاب نديم أبو سريع (طه دسوقي) مصاب التوحد، يتميز بعبقرية بكل ما يتعلق بالأرقام أو الربط بين التفاصيل وحل القضايا المستعصية، ومع أنه الأول على دفعته بكلية الحقوق، فإنه لا يُعيّن مُعيدًا.
نتابع معه إصراره على العمل في مكتب محامية شهيرة تؤدي الدور الفنانة غادة عادل، والتي بدا حضورها بين مجموع فنانين شباب كأنها المحور الذي يمسك إيقاع العمل.
تميز العمل يأتي من خلال معالجته لقضية نادرًا ما تطرقت إليها الدراما العربية ” التوحد” ولكنه تعاطى مع الحالة بطريقة إيجابية دون النظر إلى استثنائية حالته، بل باعتبارها تعطي فرصاً مهمة في الحياة، خاصة حين تتوفر البيئة المتفهمة.
المسلسل الذي عرض في عشر حلقات تأليف مهاب طارق وإخراج عبد العزيز النجار، من نوعية المسلسلات القصيرة التي باتت مطلوبة مؤخرًا، بالطبع تكثيف المسلسل وعدم المطمطة بالحوار أو الأفكار أعطاه جواً درامياً مغايراً.
كما أضافت موسيقا الفنان هاني شنودة روحاً خاصة للعمل، تبدت بجمالية كبيرة حين صدحت بعض أغاني فرقة المصريين في أروقة العمل، يضاف لكل هذه الخلطة أداء أبطال العمل الشباب، ولعلهم بكل شغفهم الفني، حملوا العمل إلى أفق جديد، كرستهم كنجوم مهمين في عالم الدراما المصرية.
أخيرًا لعل أهم ما في العمل أنه أبعدنا عن الأعمال التي نشاهدها مؤخراً، وهي إما مستنسخة، أو مقلدة، أو مفرغة من المضامين، وأعادنا إلى تلك الفلسفة التي تعتنق وتنادي بجدوى الفن وقيمه الجوهرية.