عشاقٌ “أذكياء”..!!

لديها عادة النفور من الأشياء التي تأتي في إطار “كليشيه”..

في توقيت.. وزمنٍ معروف مسبقاً.

لا يلفتها ما تلتفت إليه الجموع.. ولا يعجبها تهافت لا مبرر له..

ولهذا هي لا تستذكر ولا تحتفل بكل ما يأتي في يوم محدّد، وفي مناسبة منتظرة.

ويبدو لها “التحضير” لمناسبات (روتينية) سبباً وجيهاً لإحساس الاستخفاف بها حدّ الإغفال والتجاهل..

فأيّ تميّز وأيّ خصوصية حين نُقبل إلى الأشياء بتوقيتٍ يُقبل فيه الجميع ويدركه؟.

كانت خرقت أيام الدراسة الجامعية مع صديقتها “الأنتيم” معنى الاحتفال ذي الصبغة العشقية للحبّ.

اعتادتا الخروج يوم “الفالنتاين” للاحتفال بحبّ الصداقة التي جمعتهما ولاتزال.. فتذهبان إلى مطعمهما المحبّب، تمضيان الكثير من الوقت.

تتشاركان الأسرار.. الأفكار.. والثرثرات اللطيفة الممزوجة بضحكات تعلن أن لا هموم قادرة على تخطّي قرار اجتماعهما في (عيد الحبّ) الذي بقي طقساً يجمعهما لسنوات.

أما الآن.. مضى طقسهما المشترك وبقيت منه ذكرياته وكذلك الصداقة التي يتوهج حبّها بينهما في مناسبات مفاجئة ولأسبابٍ غير متوقعة.

لطالما كانت علاقات الصداقة لديها توازي بقدسيتها علاقات الحبّ “العشق”..

من منهما الأكثر ديمومةً..؟

الاستسهال والاستخفاف اللذان يتعامل بهما البعض مع مفهوم الحبّ في وقتنا الراهن، يُعيد تذكيرها دائماً بذاك النوع من العلاقات التي أطلق عليها عالم الاجتماع “زيجموند باومن” بعلاقات الجيب العِلوي.. بعض المتهافتين لطلب هذا النوع من الحبّ يزيد من هشاشته وحالة الاستهلاك التي تتلبّسه.

لم تقتنع يوماً بهذا النوع من الحبّ الذي يحمله لنا تطبيق ذكي على أجهزتنا اللوحية، لأن فيه طعم الاستعجال والاستمتاع اللحظي والفوري..

ولطالما ذكّرها بذاك الهوس الذي وقع في شركه بطل فيلم (Her)، مغرماً بالصوت الأنثوي لتطبيق ذكي قام بشرائه.

الحبّ أكثر رحابةً وقدسيةً من تلك الهلوسات التي تُسوّق لنا وتأتينا مخزّنة على هيئة عواطف معلّبة ومشاعر مؤقتة..

هل يفترض أن نطلق توصيف (الذكي) على هذا النوع من الحبّ انسجاماً مع توصيفات تكنولوجيا العصر الحالي والذكاء الاصطناعي..؟

وتالياً هناك عشاق “أذكياء” هواة هذا النمط الآني للمشاعر..

لكن.. أي ذكاء هو ذاك الذي يقزّم معنى الحبّ ويقلّص مساحة الشعور فيه.. ويجعله مقيداً.. سجيناً.. ورهينَ كبسة زر..؟!

وأيّ نوع من العشاق أولئك المتعطشين لمتعة وهمية لا تزيدهم إلا ضياعاً؟!.

 

 

آخر الأخبار
توزيع المرحلة الأولى من المنحة الزراعية "الفاو" لمزارعي جبلة مشروعات اقتصادية للتمكين المجتمعي في ريف دمشق توزيع خلايا نحل ل 25 مستفيداً بالغوطة تنظيم محطات الوقود في منطقة الباب.. موازنة بين السلامة وحاجة السوق الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا التربية: الانتهاء من ترميم 448 مدرسة و320 قيد الترميم قبيل لقائه ترامب.. زيلينسكي يدعو لعدم مكافأة بوتين على غزوه بلاده مخاتير دمشق.. صلاحيات محدودة ومسؤوليات كبيرة حالات للبعض يمثلون نموذجاً للترهل وأحياناً للفساد الصري... أكثر من 95 بالمئة منها أغلقت في حلب.. مجدداً مطالبات لإنقاذ صناعة الأحذية سوريا والسعودية توقعان اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار الأمم المتحدة: 780 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ سقوط النظام المخلوع فضل عبد الغني: مبدأ تقرير المصير بين الحق القانوني والقيود الدولية لصون سيادة الدول الولايات المتحدة تراقب السفن الصينية قرب ألاسكا إعلان دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم.. خطوة لترسيخ وحدة التعليم العالي امتحانات تعويضية لإنصاف طلاب الانتقالي الأساسي والثانوي ساعتا وصل مقابل أربع ساعات قطع بكل المحافظات وزير الطاقة: الغاز الأذربيجاني يرفع إنتاج الكهرباء ويحس... صيف السوريين اللاهب.. قلة وصل بالكهرباء.. والماء ندرة في زمن العطش الخارجية السورية: المفاوضات مع "قسد" مستمرة في الداخل واجتماعات باريس ملغاة 40 ألف طن إنتاج درعا من البطيخ الأحمر خاصة الخضار الموسمية.. ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية بحلب عصام غريواتي: استئناف خدمات غوغل الإعلانية بمثابة إعادة اندماج