كي نعطي كل ذي حق حقه لا بد من الإشارة إلى الريادة حال حدوثها في رياضتنا السورية، على أن تؤكد الرياضيات إيجابية هذه الريادة، فالأرقام هي اللغة الوحيدة المقبولة عندما تريد أن تمتدح رائداً رياضياً وقانون الأرقام هذا معمول به عالمياً، لأن جمهور الرياضة أينما كان في العالم جمهور يميل إلى السلبية والتشكيك لمجرد التشكيك غير آبه لطمس بقعة ضوء تلوح هنا وهناك.
إذا أردت على سبيل المثال فقط القول: إن نادي الحرية المتأخر والمتخلف عن الركب اليوم بسبب ظروفه المالية والإدارية كان هو المدرسة الكروية التي خرجت أهم المدربين وحراس المرمى والمدافعين..إلخ، فسيقفز في وجهي مئة ألف قافز أو يزيدون، ليس من جمهور أهلي حلب فقط بل من غير المحتكين مع الحرية ولا الغرماء التقليديين ليقول:هات أرقامك!! كلمنا بالرياضيات وهات دلائلك !! هذا مجرد مثال لا أكثر.
نحن حين نشير إلى ريادة رياضية ليس لنقوم نحوياً باستعمال أفعال المدح دون جدوى سوى إنشاء أسلوب المدح، إنما لأن الريادة أينما ظهرت بقعة ضوئها فهي تعني إضافة إلى فجر قريب يبدد رؤيتنا السلبية التي لا ينقصها إعلام سلبي مدمن على استعمال أفعال الذم وإنشاء أسلوب الذم نحوياً ونفسياً وأخلاقياً..إلخ.
بالرياضيات وأرقامها حقق نادي الفتوة الاجتماعي بقعة ضوء رائدة تزداد كل يوم توهجاً وتقدم مثالاً على الجانب الأخلاقي الذي يمكن لرياضة أن تتحلى به وتدعم المجتمع المحيط بها معنوياً ونفسياً ومادياً وعلمياً أيضاً، فمن مقره الجديد انطلقت مؤخراً حملة دعم شاملة للطلبة في المرحلة الابتدائية، وتعدُّ هذه الحملة جزءاً من الحملات والمشاريع الإغاثية والإنسانية التي يقوم بها النادي الاجتماعي، فقد سبقتها مبادرة بافتتاح الدورات التعليمية المجانية لطلاب الشهادات العامة في دير الزور(الثالث الثانوي بفرعيه والشهادة الإعدادية).
حملات مستمرة لدعم القطاع التربوي في المحافظة تشمل توزيع الحقائب والقرطاسية والملابس وأدوات النظافة على آلاف الطلاب وعلى رأسهم ذوو الشهداء واليتامى والمعوزون، وبقية الطلاب مع استهداف المدارس واحدة تلو الأخرى بشكل مدروس وممنهج يقوم عليه طاقم عمل متطوع محترف يرافقه برنامج مستمر للدورات التعليمية لطلاب الابتدائي والشهادات.
قدم النادي خدمات صحية للآلف أيضاً من المرضى من ذوي الحاجة وسط غلاء يعم الخدمات الصحية، عدا عن الدواء عاديه ومزمنه أجرى الكثير من العمليات الجراحية لمحتاجيها معظمها من العمليات المكلفة وقدم الكراسي والأطراف الصناعية وجلسات الدعم النفسي للأطفال والنساء ومؤخراً بدأت إدارة النادي الاجتماعي بتقديم قروض من دون فائد لأصحاب المشاريع الصغيرة في دير الزور.
اختصرنا الكلام عن ريادة بامتياز بالرياضيات والأرقام وليس بإنشاء أسلوب المدح، فأقل واجب الإعلام الرياضي هو تسليط الضوء على الأثر الأخلاقي والاجتماعي والخيري للرياضة، ريادة نتمنى أن نراها تعم كل محافظاتنا السورية الحبيبة، لأنها هي وغيرها تشرح لنا صدورنا وتؤكد أن الرياضة حياة فعلاً.
التالي