لا يحتاج المرء عناء في اكتشاف معدن الأصالة والطيبة عند السوريين بشكل عام بغض النظر عن الكثير من المفردات السلبية التي طفت على سطح حياتنا الاجتماعية، وهذا طبيعي نتيجة الحرب العدوانية علينا.
في مستشفى المواساة الصرح الطبي والجامعي المنارة في كل شيء سوف تجد من أطياف وجغرافيا سورية كلها هذا أتى من الحسكة وذاك من دير الزور أو من درعا..
وبانتظار وصول الدور لن يصيبك الملل أبداً لأن الأحاديث الجانبية واستكشاف الآخر يجري بيسر وسهولة.
أم قاسم المرأة الطيبة القادمة من قرى جبل الشيخ تداولنا الحديث عن الحياة ومصاعبها.. تقول بحسرة: بلدنا خيرة.. ومازالت.. “الله لايوفق مين خربها”..
وتروي كيف أن أختها أجرت عملية بسيطة كلفتها في مستشفى خاص أكثر من ثلاثة ملايين بينما أجرتها أم قاسم في مستشفى المواساة بتكاليف لا تكاد تذكر…
تروي أم قاسم وهي الأمية حكايا عن فعل الخير والمودة والتعاضد بين الناس، وتتمنى أن يزداد في هذه الظروف الصعبة لتخلص إلى القول (لازم نحب بعض مالنا غير بعض).
أم قاسم المرأة الطيبة تدعو لكل مريض بالشفاء. تبتسم وهي تودع من ينتهي من الفحص الطبي وتردف قائلة: انتبه لحالك…
سلام لأم قاسم وأم علي وخالد وكل أم سورية ..لكل سوري يعرف أننا معاً ويجب أن نكون يداً واحدة.
وبهمسة عتب كم كنت أتمنى ألا أرى الكثير من الأذى الذي أصاب بعض المرافق الصحية في المشفى ولم يمض على تجديدها بضعة أشهر..
بكل أسف أذى منا نحن المراجعين ممن نلوذ بمؤسسات الوطن ولكن ينقصنا الكثير من الوعي ورد الجميل والحفاظ عليها لتبقى كما عهدنا بها.