مسرح الطفل.. كيف يعلم الكبار..؟

الثورة – آنا عزيز الخضر:

على الرغم من مفردات مسرح الطفل الخاصة، ما من عرض مسرحي اتجه إليه، إﻻ وحمل بين سطوره إيحاءات بالتوجه إلى عالم الكبار بالشكل المباشر، أو بالرمزية وحضور دﻻلاتها، هذه المعادلة حاضرة دوماً في السياق العام، لكن هناك أعمالا تأخذ على عاتقها مسؤولية إيصال مفاهيم ورسائل إنسانية وقيمية، تخاطب الجميع بشمولية..


من هنا يعتبرون مسرح الطفل أحيانا هو مسرح العائلة، خصوصاً أن بعض العروض تحمل بين ثناياها مقوﻻت ذات أبعاد، هي بحد ذاتها حقائق إنسانية بغض النظر عن الشريحة العمرية للمتلقي.. هذه الملامح حملها العرض المسرحي “دلو ماء” عن نص “الإنسان التيس” للكاتب سلام اليماني، إعداد وإخراج لجين الهادي، يتجه العرض بأحداثه وحدودته المشوقة وأسلوبه لليافعين، حيث أكد في حواراته وطرحه العميق كيف يتوجب على الإنسان التصرف تجاه الآخرين.. احترام حقوقهم والابتعاد عن الظلم فهو عادة مقيتة ونبذ الجشع والطمع، وكل السلوكيات البشعة، حتى يفوز بإنسانيته بحق.
حول العرض تحدثت المعدة والمخرجة لجين الهادي: حاكم القرية رجل طماع جشع، وزوجته طماعة جشعة أكثر منه، والدها قائد الشرطة في المدينة، ومن هنا ومن خلال زوجها، تظلم جميع سكان القرية، وهي ترهقهم بدفع الضرائب، وتلحق بهم إلى قبورهم، فهذا العجوز ماتت زوجته، وعليه أن يدفع ضريبة 5 ليرات ذهبية، لكي يحصل لها على قبر وجنازة، تليق بها، يحاول هذا الفلاح الفقير أن يحقق لزوجته ما حلمت به، ولكن من دون جدوى، من أين سيأتي بالمال، ومن خلال معجزة يجد الفلاح في أرضه جرّة ذهب، ليأتي صاحب الحكومة بعد معرفته، وبحيلة من صنع زوجته الماكرة، ويحصل عليها بطريقة غير شرعية، فيصاب بلعنة أخافته، مما جعله يحاول التخلص من الذهب لكي يعود إنساناً آدمياً، وهكذا يُفتضح أمره ويُعيد الأموال للفلاحين، حتى يعود إنساناً، نادماً على الجشع والطمع، الذي أفقدَهُ آدميته، ونرى عندما يعيد الحق لأصحابه، يصبح آدمياً مثلهم.
جاء العرض بطريقة تثير الضحك لدى المتلقي، وقدم متعة كبيرة وفائدة للجميع، أما ديكور العرض المسرحي كان عبارة عن بئر ماء في وسط الخشبة، وعلى يمين البئر كان بيت حاكم القرية أنيقاً فخماً، وتم تمييزه باللون الأحمر، وفي الجهة المقابلة على يسار البئر، كان بيت العجوز الفلاح الذي يدل على البساطة والرضا عما هو به، وتم تمييزه باللون الأخضر، للدلالة على ذلك.
جميعنا نتشارك المنبع ذاته، لكن النفوس تختلف بين الأشخاص، منهم من يرضى، ولو بالقليل، ومنهم من يطمع ويريد السيطرة حتى على حساب ظلم الآخرين.
الممثلون: جوهر شلغين بدور حاكم القرية- ليال الهادي بدور زوجة الحاكم- طلال أبو شديد بدور العجوز- يارا الحكيم بدور الراوية.

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين