لميس علي
طوال فترة متابعتك، كمتفرج، للمَشاهد التي تجمع بطلة مسلسل “الخائن” سلافة معمار، أدّت دور “أسيل”، في مواجهة مرام علي، بدور “تيا”، لربما خطر لك: ماذا لو كانت “دانا مارديني” مكان “مرام علي”..؟
غالباً.. سيتصعد اللعب الأدائي.. وسنشهد حينها مواجهات تمثيلية تُظهر طاقات الاثنتين، بثنائية (هات وخود) تنعكس متعةً تلتقطها عين متابعٍ متمكّن مما يراه.
“افتراض”.. لربما كان من المشروع قوله، دون التقليل من قيمة ما تحاول “مرام علي” تقديمه وصولاً إلى مستوى ممثلات كرسن حضورهن عبر تراكم خبرات لسنوات طويلة وغالباً دون أن تجرؤ أي منهن على اعتبار نفسها “صف أول”، أقلّه، على الملأ.
ومع كل ذلك، هل يحق لمطلق ممثل أن يعلن أنه فئة “صف أول”..؟
وهل يتناسب هذا التصنيف/التوصيف مع أداء “نخب أول”..؟
هل أداء “مرام علي” من هذا النخب..؟
مع تصاعد دراما من نوع “المشتركة” و”المعرّبة”، بدأت تتكرّس بطولة مطلقة، أو النجم الأول وربما الأوحد القادر بمجرد حضوره على تحقيق نجاح العمل من حيث الأرباح.
استذكار سريع لأهم هذه الأعمال نلاحظ أنها تستحضر أسماء (بيّيعة) بمنطق الربح لدى شركات الإنتاج.
على سبيل المثال مسلسل “الهيبة” قام مختلف أجزائه على نجومية تيم حسن وحتى البطل “المضاد” كان دائماً دون مستوى نجومية “حسن”.
ويبدو أن الأعمال المُعرّبة بعمومها تسير وفق ذات المنطق مع محاولة استجلاب أكثر من نجم من جنسيات مختلفة.. لكن بأغلبية (سورية ولبنانية).. ومع ذلك يبقى التركيز فيها على نجومية أحد الأسماء البارزة، مثل: محمود نصر في “كريستال”، ظافر عابدين في “عروس بيروت”، دانا مارديني في “ع الحلوة والمرة”..
أما “ستيلتو” فقدّم ثلاثية (ديما قندلفت، قيس الشيخ نجيب، وكاريس بشار)، بتقاسم البطولة التي تمكّنت “قندلفت” من التميّز فيها أكثر من شريكيها.
بالنسبة لعمل “الخائن” فالحضور الأقوى تستأثر به “معمار” دون مجرد اقتراب الآخرين من تمكّنها الأدائي.. فهل يتناسب مستوى نجومية “البطل” مع مستوى أداء الممثلين البقية، في هذه الأعمال الدرامية..؟
من الملاحظ وجود تفاوت ما بين أداء النجم وبين أداء من هم حوله من شركاء في العمل، وهي ملاحظة ليست في بال القائمين على هذه الدراما..
لكنها بشكل أو بآخر، لا تقلّل من المستوى الأدائي للنجم حتى لو كان بنسبة غير ملحوظة..؟
يُذكر عن الدراما السورية المحلية “الخام” في أوجها، وحتى هذه الأيام، أنها كانت تُصنع لأجل بطولات جماعية.. وهي ميزة تحافظ على نبض أدائي يرتقي بالعمل وبذويه على السواء..
أما خارج حدود هذه الدراما، وفي أعمال تستقدم العنصر السوري، فعن أي نجومية يتحدثون وعن أي صف أول في دراما تشتري “الاسم” قبل “الأداء”؟!.
