بما أننا معتادون _بل مبرمجون ذهنياً على مفهوم الدورة، دورات خلال الدراسة، ودورات خلال الوظيفة، ودورات لنزرع، ودورات لأي مهنة نريد أن نمتهنها، فلماذا تبقى الرياضة بعيدة عن مفهوم الدورات هذا؟
إنه الحل الوحيد كي نحصل على دوري كروي يتحلى بأقل الضوابط الأخلاقية سواء من قبل الجمهور أم اللاعبين على السواء، فقد أثبتت العقوبات عدم جدواها في ردع (الفلتان) داخل ملاعبنا وخارجها.
لم يبق سوانا في كل العالم من يدمن كيل الشتائم لحكام المباراة من المدرجات خلال معظم وقت المباراة، بل ومن دكة النادي لأي قرار تحكيمي ليس في صالحنا، وكأن كل واحد من الجمهور يمتلك (فار) خاصاً يقيس به صحة القرارات، فيرى تسللاً لا يراه أربعة حكام، ويقرر وهو على بعد مئة متر إن كانت ضربة الجزاء صحيحة أم لا!!
لم يبق في العالم كله سوانا من يعتدي على لاعبي الفريق الخصم وعلى الحكام، ولم يبق من يخلع الكراسي التي يجلس عليها ويدمر ملعب ناديه نفسه، وها نحن نقدم اليوم براءة اختراع جديدة لم تحدث سابقاً في تاريخ الملاعب، وهو أن يعتدي لاعبو الفريق الخاسر حتى على الشرطة التي تحاول تأدية مهمتها بحماية الحكام وإخراجهم سالمين من هجوم لاعبين وحشود مناصرة لهم داخل الملعب !!.
أي عقوبة ستردع تصرفات كهذه أدمناها وصارت وصمة وليس سمة لدورينا؟! إذاً لم يعد يجدي أي حل سوى إقامة دورة أخلاق رياضية قبل بدء الدوري، فقد بدأنا مثلاً بلاعب يخطف كرة أخرجها الخصم لإصابة زميله، وبدل أن يعيدها بالخلق المتعارف عليه فإنه يسرقها ليحرز بها هدفاً، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، ويأتيه الرد بالضرب من حارس الخصم، وهكذا تصرفات لم تكن إلا البدايات ورحنا نطورها، فنحن لا نعرف أن نطور إلا السلبيات، حتى وصلنا إلى إنجاز تاريخي غير مسبوق في اللا أخلاق الرياضية وهو الاعتداء على حماة ومطبقي القانون أنفسهم.
دون أي مسميات، ودون أي سخرية، نقترح إقامة دورة أخلاق رياضية للجميع حتى لا (نتطور) إلى الحد الذي نضطر معه إلى معاقبة جميع لاعبي الأندية بالحرمان ومن أين يومها نأتي بلاعبين آخرين؟!

السابق
التالي