منذ ثلاثين عاماً ربما وأكثر لم أزر هذا المكان ولكني كنت أتابع الكثير مما يجري فيه …كما في الأبنية البيضاء الأخرى التي أثبتت أنها فعلاً بناء مؤسساتي حقيقي.
أعني مشافينا العامة التي تقدم كل يوم آلاف الخدمات المجانية للجميع ..
وربما وضعني القدر أمام أكثر من تجربة في التعامل مع هذه الصروح من مشفى المواساة إلى مشفى جبلة الوطني..
لم أكن أتوقع أن أرى مثل هذا الرقي من قبل الجميع بدءاً من عامل الاستقبال إلى كوادر التمريض والأطباء والإدارة العامة.
مئات المراجعين كل يوم وعشرات العمليات الجراحية في الغرفة الواحدة ستجد أطياف المجتمع كافة ..ستلمس ألوان التعاضد والتكاتف والقدرة على الألفة التي تدل على أصالة الجميع ثلاثة أيام بليلها ونهارها لم أسمع صوتاً مرتفعاً أو كلمة خارج المألوف..
حتى إن أحد مرافقي المرضى قال ممازحاً يجب أن يزور الجميع المشافي ويعيشوا تجربة التفاعل الاجتماعي ..
لا نتمنى لأحد ما أن يصاب بمرض أبداً، وإن كنا نتوق لمثل هذا التفاعل الخلاق الذي يظهر جوهر القيم ومعدن السوريين
تحية حب وتقدير لكل من يؤمن أن العمل شرف لنا، وأن التفاعل الاجتماعي، وأن كوادر العمل من الأساس إلى الرأس متفانون في هذه الأبنية البيضاء التي هي إحدى ركائز البناء والاستمرار بخصب الحياة.

السابق
التالي