الثورة _ فؤاد مسعد:
أعلن المؤلف الموسيقي إياد الريماوي أن جميع تذاكر حفلته “ليلة واحدة في برلين” قد نفذت خلال ساعة واحدة بعد فتح باب التسجيل، علماً أن الحفل سيُقام في الأول من شهر أيار القادم في ألمانيا ضمن صالة “برلين فيلهارموني” التي تعتبر من أشهر صالات الموسيقا في العالم.
وكان الريماوي قد أصدر الشهر الحالي عملاً موسيقياً بعنوان “مباشر من محطة الحجاز”، تم تسجيله ضمن محطة الحجاز نفسها، والتي تُعتبر الأقدم في دمشق. جمع فيه عدداً من أعماله الموسيقية “موسيقا تصويرية” التي سبق أن قام بتأليفها، ومنها “الندم، الغفران، قلم حمرا، الحرملك، أوركيديا،..”، وقدمها ضمن إطار متناغم في عمل واحد مدته أربعون دقيقة.
“مباشر من محطة الحجاز” عمل موسيقي من تأليف وتوزيع إياد الريماوي، إخراج زبيغنيو ريبشينسكي، مكساج وماسترينغ محمد تقي. وحلّق الريماوي فيما قدمه خلاله من موسيقا إلى حدود السماء، مجسداً سحرها الذي يأخذك إلى عوالمها الحالمة، وما زاد من روعتها انسجامها وتآلفها مع روح المكان بكل ما يعبق به من أصالة وتاريخ، قدمها بكل ما فيها من غنى وتنوع بتوزيعات أكثر حداثة، فاختزنت الكثير من المشاعر وفيضاً من الأحاسيس، وسط أجواء حملت دفئها وخصوصيتها. فجاءت موسيقا نابعة من رحم الحياة.
شكلت الرؤية البصرية للعمل عنصراً إضافياً زاد من روعته وحميميته، فقد بدأ الفيديو بكاميرا متسللة في ردهة طويلة تحاول اكتشاف المكان متجهة نحو الساحة الداخلية للبناء، إلى أن تصل إلى حيث يعلو صوت الموسيقا، ويجلس الموسيقيون يعزفون ألحانهم، وحرصت الكاميرا بحركتها الدائمة بين الموسيقيين والمكان على التقاط التفاصيل، فتارة هي قريبة من الوجوه والآلات الموسيقية وتارة أخرى بعيدة تعطي صورة بانورامية للفرقة كاملة. كما طغت على أجواء المكان لونية سعت الإضاءة لإبراز التعتيق فيها، والانسجام بين المكان وطريقة توزيع الموسيقيين والعزف والإضاءة، فأتى عملاً موسيقياً بصرياً متكاملاً، يتسلل إلى شغاف القلب بسلاسة ومُتعة.