الثورة – رفاه الدروبي:
الكتابة الدرامية عبارة عن لعبة بقدر ما يستطيع الكاتب إتقانها وسبك حوار متماسك وحبكة قوية متناسبة مع أداء الشخصيات وتواجدها في أماكن مناسبة للعمل تُرافقها مؤثرات صوتية وموسيقا تصويرية بقدر ما تكون ناجحة، تبدأ من تتر البداية حتى نهاية العمل. كلّها في ندوة عنوانها: “الشخصية الدرامية في التجربة الإنسانية” مع الروائي والسينارست إيشوع يوسف بحضور ممثلين ومنتجين في المنتدى الاجتماعي.
الروائي إيشوع اعتبر أنَّ البناء النفسي من أهمِّ المكونات في الشخصية الدراميَّة، فعندما تتسم الشخصية بميول اكتئابية تساير الوضع العام، وإذا كانت رومانسية فيقترب مزاجها من الحزن أكثر من الفرح، لكن كلّ شخص لديه هدفان: هدف داخلي يبدو في صراع بين مبادئه أو سلوكه، ويبقى متواجداً حتى نهاية العمل التلفزيوني، بينما يسأل المتلقي في قرارة نفسه واضعاً ذاته مكان شخصية العمل عن الحلول وإمكانيَّة الخروج من المآزق، فيما يبقى الصراع متواجداً بين عين وعقل المشاهد وبين ما كتب من حدث. أمَّا الهدف الآخر فيتركَّز بالظروف المحيطة حيث تُجبره أن يتوجَّه إليه.
كما تناول المحاضر وصفاً تفصيلياً تسلسلياً مكتوباً لأحداث السيناريو سواء أكان فيلماً سينمائياً أم مسلسلاً جسمانياً أو نفسياً؛ لكن قبل الشروع في تحليل مختلف جوانبه، لا بدَّ من إثارة مقاربة تتصل بنظرية المعرفة. إنَّها ماهية الوجود لعمل أدبي ذي طبيعة فنية.
وإنَّ تحسُّس السمات الجوهرية لنصِّ السيناريو والوقوف على أصوله الفنية والاجتماعية يُعتبر من الأهميّة بمكان تحرِّي الحقائق ولا يوجد من الناحية النفسية مزجاً بين أدب السيناريو ومعالم الواقع الأدبي إلا في بعض الأمور بسبب افتقارها للتعابير الواضحة ما يُحقِّق نوعاً من التوازن والسيكولوجيَّة بين الإنسان والعالم في إطار جغرافي وبشري مُعيَّن.
بينما رأى الروائي يوسف بأنَّ الدراما موضوعها يشير إلى الفكرة الرئيسة لها والفلسفة المُشكَّلة من القصة على أساسها، أو من الدروس الأخلاقية التي يمكن تعلمُّها من الشخصيات، ويمكن أن يكون الموضوع مُجدّداً بشكل واضح عبر الحوار أو العمل، كما يُمكن للجمهور الاستدلال عليه بعد مشاهدة الأداء كاملاً، وتكون الحبكة سلسلة أحداث في العمل الدرامي، تبدأ عادة بالكشف عن الخلفية للشخصية الرئيسية وغيرها في القصة، ثم تنتقل إلى نقطة الصراع المرتكز على الفكرة الأساسية، ويدور حوار بين الشخصيات يعتمد على مهارة كادر العمل في اقتباس الشخصية المحددة وأحد أهمّ الأمور اللازمة لنجاح العمل، وتكون الشخصية عبارة عن دُمى يُحرِّكها الكاتب كيفما يشاء وبحسب طبيعتها يمكن اقتباس طبيعة إنسان ما من الواقع بتفاصيلها بمرافقه موسيقا ومؤثرات صوتية ثم تنتهي بالخاتمة.
وطرح السيناريست يوسف مسلسل “قيد مجهول” كشاهد، مُبيِّناً أنه يتألَّف من ثماني حلقات كتابة محمد أبو لبن ولواء يازجي، وإخراج السدير مسعود، وأداء عبد المنعم عمايري.
يحكي العمل عن عالم الفقراء والأغنياء مُبيِّناً الخيط الرفيع الواصل بين العالمين، حيث يُعاني عبد المنعم عمايري من حالة انفصام شخصية تجعله يفقد اتزانه، ويقدِّم العمل معالجة درامية في فهم طبيعة المرض، مُظهراً الجانب المظلم للمصاب، وكيفية التعامل معه، بعد أن يرتدي ثوب العنف المرضي، مُركِّزاً على طريقة تركيب الأحداث ما يثير فضول واهتمام المشاهد.