الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
شعراء غزلوا من الكلمات إيقونات فرح وتماهوا على المنابر ليرسموا بالكلمات أجمل القصائد، لكنهم بقوا بعيدين عن الأضواء بخجل المبدع المتواضع، من على منبر كاتدرائية الروح القدس في حمص، تناول الأديب عيسى إسماعيل مسيرة ثلاثة من شعراء الظل في مدينة حمص، هم: منير كلاليب ومحمد فرج وعزيز حناوي من خلال محاضرة بعنوان: “شعراء في الظل” بحضور حشد من المهتمين.
أشار الأديب إسماعيل بداية إلى وجود الكثير من الشعراء المنسيين في تاريخنا الثقافي لأسباب عديدة منها اجتماعية وأخرى شخصية، مثل منير كلاليب وعباس طراف وعزيز حناوي وراتب أتاسي وغيرهم
تناول بداية تجربة الشاعر “منير كلاليب” بين عام 1901و1976، فقال: كتب “الكلاليب” الشعر وهو في سن الثالثة عشر من عمره، ووصف بشاعر المناسبات مثله مثل بقية الشعراء في تلك المرحلة، كتب الشعر الوطني والوجداني والعاطفي وطبع ديوانه الشعري في مكتبة النوري في دمشق عام 1956 بعنوان “من شعر منير كلاليب” وله العديد من الكتب المخطوطة منها عدة دواوين بعنوان “غرام وانتقام”
و”شؤون اجتماعية” و”ملحمة شعرية مؤلفة من قصيدة واحدة مؤلفة من تسعمئة وستة أبيات” ومسرحية بعنوان “عيد النيروز”..
أما الشاعر الثاني الذي تناوله الأديب إسماعيل فهو “عزيز حناوي” الذي كان جالساً بين الحضور، أشار إسماعيل لكونه معلمه وقد درسه عام 1972 عندما كان في المرحلة الثانوية وإن “عزيز” دفعه لعشق اللغة العربية، يكتب “عزيز” الشعر منذ المرحلة الثانوية، نرى في شعره أوزان الخليل، و”عزيز” وفيُّ أكثر الوفاء للقصيدة العمودية، نشر قصائده في عدد من الصحف منها صحيفة العروبة ووصف بشاعر المناسبات الوطنية والقومية، هزت قصائده القلوب.
صدرت للحناوي مجموعتان شعريتان هما: “لمن أغني”و “نسمات وجمرات”وله كتاب” رفيق الطالب في النحو والإملاء والصرف”..
واختتم إسماعيل بالحديث عن الشاعر “محمد فرج” فهو يختلف عن سابقيه، بأنه يكتب قليلاً قصيدة التفعيلة، وأنه من أنصار الشعر العمودي، وشهرته لم تتعد المنطقة التي يعيش فيها، كونه لم يغادرها، ولكنه شارك صديقه الشاعر “بدر عبود” في العديد من الأماسي الشعرية.
أضاف عيسى إسماعيل: يبدو فرج من خلال قصائده متمكناً من الوزن الشعري وأغراضه الشعرية هي الشعر الوطني وشعر الغزل والشعر الاجتماعي الذي يضيء من خلاله على الحياة الريفية، تناول الشهادة والشهداء يقول في قصيدته “عبق الشهادة”:
وهبتك الروح بلا منن في لجة البحر ها قد بعثرت سفني
سلمت روحي لباريها يكرّمها ورحت أبحث في قبري عن الكفن
واللافت في شعر فرج أنه يكتب الموشح، المشبعة بالغزل، فهي مكتوبة بحبر الشوق، والحبية في شعره صامته، لا تتحرك وكأنها لا تبادله الحب إلا في لحظات نادرة يقول في موشح “موانئ الشوق”:
وبريق العين يخبو والسَّنا- أحرق الوجدُ دموعي واشتكى
في شعر” فرج” حضرت القرية ومفرداتها التي هجرها الكثيرون، فيقول:
وقفت على أطلال تلك المرابع أكفكف سيلاً من حميم المدافع
وأسأل ركن الدار أين أحبتي يرد الصدى صوتي، وأغدو كضائع