الثورة – سرحان الموعي:
تُعد نواعير حماة من أبرز المعالم الأثرية والسياحية التي تشتهر بها المدينة، تنتشر على ضفاف نهر العاصي وتدور مع مجرى مياهه باستمرار، فتمنح المكان سحراً خاصاً وعبقاً تراثياً متفرداً.
ويشير الحرفي يحيى الظاظا، الذي يواصل العمل في صناعة النواعير بمقاسات متعددة، إلى أن الناعورة تتألف من عجلة خشبية ضخمة تدور بقوة تيارالنهر، وتُثبت عليها صناديق خشبية تُعرف بـ “الدلاء” أو “الغرف”، ومع دوران العجلة، تمتلئ هذه الصناديق بالماء ثم تُفرغ حمولتها في قناة علوية تسمى “الساقية”، لينساب منها الماء عبر أقنية متفرعة تسهم في ري المدينة وأراضيها الزراعية.
وأوضح أن الناعورة تؤدي وظيفة أساسية تتمثل في رفع مياه العاصي إلى مستوى أعلى من مجراه الطبيعي، نظراً لانخفاضه الكبير داخل أراضي حماة مقارنة بالحوض المحيط به، وهو ما جعلها أداة حيوية للاستفادة من مياه النهر عبر التاريخ.
وفيما يتعلق بالأخشاب المستخدمة في صناعتها، بيّن أن لكلّ جزء نوعاً خاصاً، فالقلب يُصنع من خشب الجوز، فيما تُستخدم أخشاب المشمش والصنوبر في الأجزاء الأخرى لمرونتها، أما الأذرع والوشاحات فتُصنع من خشب الحور الطويل لضمان القوة والمتانة.
وأشارالظاظا إلى أن مديرية النواعير في مجلس مدينة حماة نفذت مؤخراً أعمال تأهيل لعدد من النواعير البارزة، من بينها: القاق، الدوالك، الخضورة، الدهشة، الجعبرية، الكيلانية، المأمورية، الجسرية، البشريات والمحمدية، مؤكداً أن الإقبال على اقتناء مجسمات النواعير يزداد باستمرار لما لها من أثر إيجابي في وجدان الناس ورمزيتها العريقة في ذاكرة المدينة.