الثورة – رشا سلوم:
تتجه الإصدارات الحديثة نحو محاولة علاج العالم من أمراضه المادية التي تكاد تقضي عليه ومن إصدارات دار نينوى نقدم كتاب “آلاترا”
هذا الكتاب الموسوعي دليل الخلاص من ظلامية العالم المادي الموحش نحو عالم التصالح الذاتي والتوازن الذاتي بعيداً عن طقوس الموروث وتابو الأديان وسلطوية العقائد.
هو كتاب يبحث عميقاً في فضاء العقل وحرية القلب، ونبض اللهفة نحو الانعتاق وشغف الذات المأسورة للتحليق بفضاء حر حيث يضيء الإبداع.
هو طريق المحبة النقية نحو تناغم القلب والعقل في موسيقا لا تحدث إلا بالحب ولا يسمعها إِلَّا من ذاق قدسية خمره، وتزهد بالعشق ففاض قلبه بالتسامح والتسامي، فتسامت فيه الحياة، فسما بالحب.
يقول الكتاب عن العلاقة بين العقل والقلب بأنهما جوانب مهمة من جوانب الإنسان النفسية والعاطفية. حيث يمثل العقل الجانب العقلاني والمنطقي والذي يعمل بالوعي، والذي منه تتكون الشخصية التي ترسم شكلها بالمواقف والسلوك ومنهج الواقع، بينما يرسم القلب الذي يعمل بالشعور شكل ” الأنا” الخالصة ومنها يتدفق الحب الذي يرسم بالإحساس شكل العاطفة.
ولذلك، فإن ثنائية الوعي والشعور تنسجم مع ثنائية العقل والقلب فيحدث التوازن بين وعي العقل وشعور القلب وهو ما يخلق الحب الشمولي حيث لا شيء قابل للحياة حين يكون بلا حب.
الكتاب هو المجلد الأول من خمسة مجلدات تالية ومن 900 صفحة من القطع الكبير. وهو إصدار مشترك بين دار مطر للآداب والفنون والترجمة وبين دار نينوى.
ومن ترجمة أدهم وهيب مطر
دراسات سياسية
نقدم اليوم كتاباً مهماً صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب..
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
ضمن “المشروع الوطني للترجمة” كتاب (الجيوسياسة… كيف تُصنع؟)، تأليف: نيكولاي ستاريكوف، ترجمة: د. إياد صياح مَقْلَد.
ترتكز الجيوسياسة على مبدأين متناقضين، البحر والأرض، حضارتان، مبدآن للوجود، الأرض والبحر يتقاتلان باستمرار، الموقع هو الذي يحدد الغايات، كما أنه يحدد الوسائل. تبني حضارة البحر الأسطول وتنخرط في التجارة البحرية، في حين تتوسع حضارة الأرض براً. تتمثل مهمة الأرض في منع البحر من تطويقها وفرض سيطرته على المناطق العازلة المشاطئة، والوصول إلى منافذ المحيطات العالمية، بينما تتمثل مهمة البحر في إغلاق منافذ الأرض على البحر، وإخضاع المناطق العازلة المشاطئة لنفوذه، وتقسيمها إلى أجزاء، وقضم الأرض بشكل تدريجي. فحضارة الأرض قوية بجيشها، وحضارة البحر قوية بأسطولها. لهزيمة العدو، يجب ألا تسمح له بتطوير أسطوله أو بناء جيش قوي، وهذا يتوقف على الموقف. لكن اللاعبين على هذا الكوكب ليسوا اثنين، بل كثر. إن القتال بأياد غريبة، ووضع قوتين أرضيتين أو قوتين بحريتين بعضهما ضد بعض هو بالفعل جزء تطبيقي من الجيوسياسة.
روسيا والصين قوتان على الأرض، ويجب على قوى الأرض أن تتعاون بعضها مع بعض لمواجهة قوى البحر بشكل مشترك، وعدم التنازع والمواجهة فيما بينها لإسعاد خصم لا يرحم، ومنافس مشترك. إن الصين، التي تسترشد بشرائع الجيوسياسة، ليست تهديداً لروسيا، ولكنها حليف في بناء عالم متعدد الأقطاب.
هل ما ورد أعلاه يعني أن على روسيا أن تثق بالصين دون قيد أو شرط؟ طبعاً لا. لا أحد في عالمنا يمكن الوثوق به. تحتاج فقط إلى إلقاء نظرة رصينة على الأشياء وفهم من هو العدو الأبدي، آسف “الشريك”، ومن هو الحليف المحتمل ورفيق المسافر.
كتاب (الجيوسياسة… كيف تُصنع؟)، تأليف: نيكولاي ستاريكوف، ترجمة: د. إياد صياح مَقْلَد. صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2024.