تبدو الفنانة الراحلة ” ثناء دبسي” في ذلك الفيديو القصير الذي كررناه عشرات المرات، كأنها تودعنا من خلف الزجاج بابتسامة تظهر جمال روحها وعمق حبها لزوجها سليم صبري، وهي تتابعه يروي زرع المنزل.
سيفتقدها ذلك الزرع، ولا ندري إن كان سيحافظ على اخضراره في غياب سيدة المنزل وسيدة الفن التي تربعت على عرش الدراما بهدوء ودون مزاحمة، هي فقط تنطلق في أدوارها بعمق وبموهبة لافتة رافقتها منذ بداياتها الفنية.
من الصعب لكل من تابعها أن تفلت أدوارها من الذاكرة، لم تكن مجرد شخصيات تؤديها، بل تتحول مع الشخصية إلى كيان واحد، أتذكرها في آخر أعمالها المسرحية تخاريف، حيث كان يملأ حضورها مع الفنان الراحل عبد الرحمن أبو القاسم -مسرح الحمراء.
كانت كعادتها تضبط مفاتيح الأداء وانفعالات الشخصية وكأنها تعطيها شيئاً من عمق روحها، كيف كانت تجلس في كواليس المسرح برصانة تلميذة بارعة في مدرسة الأداء الدرامي رغم أنها نجمة لامعة.
بعفوية وتواضع وعمق فكري وأدائي قل مثيله، هكذا نفتقد برحيلها مبدعة قل نظيرها انتمت إلى جيل يعمل بكل مفرداته الأدائية كي تبقى أعماله خالدة، تنقلت في أعمالها من الإذاعة، إلى المسرح إلى السينما والدراما.
توازى إبداعها الفني مع إبداع إنساني من خلال علاقتها بأبنائها وأصدقائها وزملائها الفنانين الذين رثوها بحرقة كبيرة لتركز جميع اللقاءات الإعلامية التي تابعناها نبل أخلاقها وسعة صدرها وإنسانيتها المفرطة.
ولعل أهم تلك العلاقات علاقتها بزوجها الفنان سليم صبري الذي قال عنها في برنامج تلفزيوني “زوجتي لديها مشكلات بشبكية العين، ليت بإمكاني إعطائها عيني لكن طبياً مستحيل، وأنا لا أتخيل حياتي من دونها لأن أنا وهي واحد”.

السابق