مسؤولون أمميون: ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة

الثورة – أسماء الفريح:
حذّر العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة من أن ما يزيد عن نصف مليون شخص من سكان قطاع غزة “على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية خصصها لبحث أزمة انعدام الأمن الغذائي في القطاع، بناء على طلب تقدم به مندوبا سويسرا وغويانا، نقلت وفا عن نائب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، راميش راجا سينغهام، للسفراء إن الوضع في غزة خطير حيث تُرك جميع السكان عمليًا يعتمدون على “المساعدات الغذائية الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة”، محذّرًا من أن الوضع سيزداد سوءًا.
وأضاف أن الحرب ” وانعدام الأمن والقيود الواسعة النطاق على دخول وتسليم السلع الأساسية أدت إلى تدمير إنتاج الغذاء والزراعة”.
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي “تسبب في نقص واسع النطاق وأضرار جسيمة في البنية التحتية للمياه وندرة المنتجات وحتى فرص صيد الأسماك إلى جانب تزايد الجوع وخطر المجاعة الذي يلوح في الأفق”، داعيا إلى إيجاد حلول لزيادة وصول المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أنه منذ بدء العدوان والأمم المتحدة تحذّر من الآثار السلبية التي ستترتب عن انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، خاصة لسكان يعانون من مستويات عالية من الفقر بعد 16 عامًا من الحصار الإسرائيلي.
وأضاف أن طفلاً من بين كل 6 أطفال دون سن العامين، يعاني من سوء التغذية الشديد والهوان، وأن السكان في غالبيتهم مضطرون للاعتماد على المساعدات الإنسانية غير الكافية ليتمكنوا من البقاء..وأكد أن تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” يشكّل تحديات إضافية على توفير ما يكفي من المساعدات، مشيرًا إلى أن مليون و٧٠٠ ألف فلسطيني يعيشون في مراكز إيواء عامة ومراكز  تديرها الأونروا.
وشدد على أهمية بذل الجهد لوقف إطلاق النار وضمان احترام القانون الإنساني الدولي واستئناف دخول السلع الغذائية الأساسية، والكهرباء والوقود وغاز الطهي وحماية البنى التحتية وإعادة الخدمات ورفع القيود على صيد الأسماك والوصول إلى الأراضي الزراعية.
بدوره، أكد نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ماوريتسيو مارتينا، بأن المشهد قاتم في غزة في وقت يعاني فيه ما لا يقل عن 378,000 من سكان القطاع من أشد مراحل انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وحذر من أن “النتائج الرئيسية مثيرة للقلق”، مقدما عينة من التأثير الشديد للعدوان، من قطاع صيد الأسماك المدمر، الذي كان يوفر سبل العيش لأكثر من 100 ألف من سكان غزة، إلى نفوق الماشية على نطاق واسع بسبب الغارات الإسرائيلية أو نقص المياه وإمدادات الأعلاف.
وأضاف أنه اعتبارًا من ال 15 من شباط الجاري، تم تقييم أن 46.2% من جميع الأراضي الزراعية قد تضررت، مشددًا على أن البنية التحتية الزراعية قد دمرت، مع أعلى مستويات الدمار والأكبر كان في شمال غزة ومدينة غزة، كما تم تدمير 339 هكتارًا من الدفيئات الزراعية، إلى جانب تأثر حصاد الزيتون والحمضيات، الذي يوفر مصدرا مهما للدخل، بشدة بسبب العدوان.
وقال مارتينا إن وقف إطلاق النار واستعادة المجال الإنساني لتقديم المساعدة متعددة القطاعات واستعادة الخدمات هي “خطوات أولى أساسية في القضاء على خطر المجاعة”.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، يجب استعادة الخدمات الأساسية، بما في ذلك خطوط أنابيب المياه والاتصالات وتوزيع الكهرباء والمرافق الصحية.
من ناحيته، حذّر نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو من أن المجاعة “وشيكة” في شمال قطاع غزة، حيث لم تتمكن أي منظمة إنسانية من تقديم المساعدات منذ 23 كانون الثاني الماضي.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن قال “إذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة ستكون وشيكة في شمال غزة”.
وأوضح سكاو: “قبل السابع من تشرين الأول الماضي، كان ثلثا سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية والآن هذه المساعدات مطلوبة لكل سكان القطاع”.
وأضاف أن “غزة تشهد الآن أسوأ مستويات الأمن الغذائي، وخطر المجاعة يزداد بسبب عدم القدرة على توفير المساعدات بصورة كافية”.
وتابع أن “ظروف العمل في مجال تقديم المساعدات ميدانيا صعبة وخطيرة للغاية، كما أن شاحنات المساعدات واجهت عوائق في العبور وتعرضت لإطلاق النار كذلك، لذلك اضطررنا لتعليق عملنا بسبب الظروف الصعبة والخطر على الموظفين”.
وطالب بضرورة فتح منافذ أخرى إلى القطاع لإدخال المساعدات، وفتح المجال لإدخال الغذاء في الوقت المطلوب والكمية المطلوبة، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار ووضع حد لانعدام الأمن الغذائي في القطاع، داعيا مجلس الأمن للقيام بمسؤولياته في هذا الخصوص.
من ناحيتها، قالت مندوب غويانا، التي ترأس بلادها مجلس الأمن لهذا الشهر، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ساهم بارتفاع نسب الجوع والمرض، التي بدورها ستؤدي إلى تحديات بدنية وذهنية تعود بشكل سلبي على جيل كامل.

ودعت إلى التدخل العاجل من مجلس الأمن لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لأحكام القانون الدولي.
وأكد مندوب سلوفينيا أن ما يجري في غزة الآن يشكل عينة حية لانعدام الأمن الغذائي، حيث لم تعد غزة صالحة للعيش، ومعظم سكانها يعانون من انعدام الأمن الغذائي داعيا إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ووقف استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة.
كما دعا إلى استئناف تمويل الأونروا ولاسيما أنها أساس الاستجابة الإنسانية في غزة، وإلى زيادة تمويل المساعدات إلى القطاع المنكوب.
مندوب الجزائر عمار بن جامع، أكد من جانبه، إن الوضع في غزة يبعث على الجزع ومعاملة سلطة الاحتلال لا إنسانية ببساطة،
وأشار إلى أن الأطفال والحوامل والمرضعات والمسنين يواجهون مستويات مرتفعة من خطر الوفاة بسبب شح التغذية، ومن أصل 97 مخبزا فإن 17 فقط يعمل ولا تعمل هذه المخابز بشكل كامل، وما من مخبز شمال غزة.
وتابع “للأسف يموت الناس في غزة بسبب الجوع، وسكان غزة مخيرون مكرهون بين خطر الموت تحت القصف، والموت البطيء بسبب الجوع.
وشدد على أن سلطات الاحتلال تستخدم التجويع كسلاح حرب”، مؤكدًا أن استخدام التجويع عمدا وبشكل ممنهج فيه انتهاك واضح للقانون الدولي.
وتابع: إن لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تظل المساعدة الإنسانية هدفا لن يتحقق، والصمت هنا بمثابة رخصة لتجويع وقتل الفلسطينيين، داعيا مجلس الأمن إلى التحرك لوقف إطلاق النار بشكل عاجل.
كما أكد مندوب الصين تشانغ جون على أن وكالة “الأونروا” هي “شريان الحياة” لسكان غزة، داعيًا المجتمع الدولي، خاصة الجهات المانحة الرئيسية، إلى استئناف تمويلها على الفور.
وتابع أنه منذ أكثر من شهر، انخفضت إمدادات المساعدات إلى غزة إلى النصف، داعيًا الاحتلال إلى فتح جميع طرق الوصول البرية والبحرية والجوية لضمان إيصال المساعدات دون عوائق.
وأضاف أن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار، مبينا أن الصين ستواصل العمل وبذل الجهود لوقف الحرب على غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا قال إن قراءة “المذكرة البيضاء” الصادرة عن العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة “تقشعر لها الأبدان”، إذا ما أردنا تخيل حالة مليوني مدني يعانون من انعدام الأمن الغذائي و200 ألف بعيدون عن الموت بخطوة بسبب الجوع الشديد الذي انتشر في غزة في أعلى مستوياته في العالم.
وأضاف أن الأطفال في قطاع غزة لا يتلقون لترا ونصف أو لترين من الماء، وهو دون المستويات المطلوبة للبقاء حسب تقديرات اليونيسف، بالإضافة إلى الجوع، مشيرا إلى أن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة يعانون من مرض أو أكثر مرتبطا بالجوع.
وحذر من أن سوء التغذية يعرض جيلاً كاملاً من أطفال غزة لخطر المشاكل الجسدية والذهنية وهذا خطر يهدد مستقبل غزة.
وأضاف أنه لا توجد مشكلة تتعلق بتوفر المساعدات، كما رأى أعضاء المجلس بأنفسهم خلال زيارة لمعبر رفح الأسبوع الماضي، ولكن المشكلة بالعقبات التي تفرضها ” إسرائيل” على دخولها إلى القطاع وخاصة شماله.
وقال إن الوقف الفوري لإطلاق النار هو السبيل الوحيد لمنع المجاعة في غزة إلى جانب ضمان امتثال ” إسرائيل” للقانون الدولي.
وأضاف أن الولايات المتحدة عرقلت الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يأتي على حساب آلاف الجوعى فيها.
كما أعرب ممثل اليابان عن قلقه إزاء المعلومات المحيرة حول الأمن الغذائي في غزة وقال إن 2,2 مليون سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد فيها نهاية الشهر الحالي، و1,1 مليون طفل في غزة يواجهون اليوم خطر الموت جوعا.
واستشهد بالإفادة أن السكان في غزة لجأوا للأعلاف وأوراق الأشجار لكي لا يموتوا جوعا، وأن هذا الوضع من أسوأ الأوضاع في العالم، ولا بد التصدي لهذا الوضع الخطير فيها.
وشدد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي الذي يحظر الاعتداء ونزع وتعطيل كل الأدوات التي تضر بالمدنيين، والمحاصيل، والمواشي، وإمدادات المياه، وأشغال الري، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين بشكل فوري ودون عوائق، وقبل كل شيء التوصل لوقف إنساني لوقف إطلاق النار ومتابعة العمل مع الأسرة الدولية والمجلس للتخفيف من معاناة شعب.
مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أكد أن السماح بحدوث المجاعة والتطهير حتى الآن يشعرنا بالعار جميعا محذرا من خطورة وضع الأمن الغذائي في قطاع غزة.
وقال إن سكان وأطفال غزة تركوا للموت جوعا نتيجة قرارات ” اسرائيل” وممارساتها العدوانية في غزة والتي تأتي بعد 17 عاما من الحصار.
وأضاف: قصفت ” اسرائيل” كل مخبز ومزرعة ودمرت الماشية واغلقت المعابر ومنعت وصول الغذاء، ويدعون انهم يسمحون بدخول المساعدات، هم يسمحون فقط لقطرة من المساعدة من الوصول الى غزة.

وشدد على أن استخدام الغذاء كسلاح لمعاقبة الفلسطينيين ليس سرا، وقد أعلن عن ذلك مسؤولو الاحتلال داعيا مجتمع الدولي لمحاسبتهم ولاسيما أنهم يعملون على تجريد الفلسطينيين من انسانيتهم لارتكاب إبادة ضدهم.
وأضاف أن تصويب هذا الوضع المشين يتطلب وقف إطلاق نار فوري، ومحاسبة إسرائيل، ووقف اجتياح رفح، بالإضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية لكل غزة وإدخال السلع.

آخر الأخبار
Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا