الثورة – ميساء العجي:
قد لايدرك المرء قيمة نفسه وإمكانياته التي تتمتع بها ذاته، وفي بعض الأحيان تكون الأنا لديه كبيرة، فيبدأ الغرور والنرجسية التي تدفعه إلى التصرف بتعال وفوقية على الآخرين.
ونجد البعض ربما يقلل من قيمة ذاته ويجعلها متدنية بعكس البعض الآخر يرفع منها ويدعمها، وفي كلتا الحالتين هو يعبر عن حاله، وتحدث الأخطاء الكبيرة في هذين التعبيرين.
حول هذا الأمر تقول الباحثة النفسية غيثاء أحمد لـ”الثورة”: إن تقدير الذات هو صورة ذاتية للفرد عن حاله، فمثلاً عندما يقول أنا كفؤ لهذا الموضوع ويجده الناس أنه كفؤ له هذا ينعكس على ذاته ويقوي شخصيته، لذلك عندما يعرف الفرد قدراته وإمكانياته، فإنه يعرف كيف سيقدر ذاته وكيف يتعامل معها، أما في حال كان الشخص غير كفؤ لموضوع ما وأكد كل من حوله أنه فعلاً غير كفؤ له فإن ذلك بالتأكيد سينعكس على شخصيته بالتالي سيكون تقديره لذاته سلبياً.
– مهارة الاستحقاق..
وتضيف أنه يوجد ما يسمى مهارة الاستحقاق وهي مرحلة من مراحل تقدير الذات وتقوم هذه المهارة على تغذية النفس وتطويرها ودعمها نفسياً واجتماعياً وعلى جميع الأفراد الذين يهتموا بشخصيتهم أن يغذوها ويهتموا بها حتى يكون تقديرهم لذاتهم مرتفعاً.
أما في حال عدم اهتمام الفرد بشخصيته وعدم الانتباه لها فهذا يعني قلة الثقة بالنفس والتردد في أي موضوع يخوض فيه الشخص.
– خلط بالمفاهيم..
توضح أحمد أنه يوجد احترام ذات وتوكيد ذات وتقدير ذات، وأيضاً ثقة بالذات كلها لدى الفرد، فعندما يعرف الشخص إمكانياته وقدراته، هذا يدل على ثقته بذاته، لكن عندما يتعامل مع نفسه بإيجابية بغض النظر عن قدراته وإمكانياته فإن تقدير الذات لديه يكون من دون شروط، لذلك فيجب أن نعرف إمكانياتنا وقدراتنا حتى نعرف كيف نقدر ذاتنا، وهذا الأمر يتعلق بالشخص نفسه ولايحتاج إلى رأي الآخرين به.
وبينت أنه يجب على الشخص أن يعامل نفسه على أنه شخص مهم وعظيم دون مبالغة بالموضوع وبعيداً عن الغرور والنرجسية، مؤكدة أن تقدير الذات هو إحساس الشخص بقيمة ذاته وتقديره لها هي صفة شخصية مؤلفة من تحالف مجموعة اعتقادات عن النفس مثل تقييم الإنسان لنفسه أو لمظهره وعواطفه وسلوكياته وتؤدي دوراً في تحفيز الإنسان ودفعه إلى الأمام في مختلف مراحل حياته.
كما يمكن القول؛ إن ممارسة الإنسان لعملية تقدير الذات حتى تكون صحية وسلامة يجب أن تتوفر عدة عوامل منها أن يشعر الإنسان أنه ذو قيمة، وأن يدرك أن له أهميته ومكانته بمحيطه الذي يعيش فيه.
– مراحل تقدير الذات..
وأوضحت أن بناء تقدير الذات عملية طويلة تبدأ من الأهل وعلاقتهم الإيجابية بأولادهم التي تنعكس على بناء علاقات إيجابية مع أصدقائهم عند وصولهم لمرحلة المراهقه، كما أنها تقوي الثقة بالنفس وتقدير الذات عند مرحلة البلوغ، إذ إن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تحمل تأثيراً تراكمياً لدى الأفراد كما تعد محوراً مهماً يساعد على تشكيل احترام الذات وتطورها خاصة لدى الاشخاص بدءاً من عمر الخمس سنوات وحتى السادسة والسبعين.
لذلك تقول أحمد: إن تقدير الذات قرار يأخذه الشخص مهما كانت البيئة المحيطة به أو كانت تنشئته لاتساعده على تحقيق ذلك، ويجب أن يدرك أنه قادر على تحقيق تقديره لذاته وهذه أول خطوة لتحقيق تقدير الذات لديه و عدم الاكتراث بتصورات من حوله عنه.
بعدها في المرحلة الثانية تأتي التحلي بالثقة والاقتناع أنه قادر على تحقيق المستحيل، وأن يدرك أن الخطأ طبيعي وصحي لنتمكن من تطوير مهاراتنا.
وحول خطوات تعزيز قدراتنا أشارت إلى أنها تأتي من داخل الاسرة ومن مراحل الطفولة لدى الجميع ويأتي بعدها تشجيع وتوفير البيئة الحاضنة له من خلال توفير الأمان وترك المجال له للتعبير عن مشاعره ومساعدته في إدارة المواقف التي يتعرض لها، وهذه كلها تصب في توكيد تقدير الذات.
أخيراً تقدير الذات يحتاج إلى تدريب كثير، لابد من الاهتمام به والتركيز عليه ليكون شخصاً ذا قيمة في مجتمعه.
