الثورة _ ديب علي حسن:
بين الشعر والرواية والمقالة الصحفية تتألق المبدعة السورية أنيسة عبود في كل ما أنجزته بدءاً من مسيرتها الأدبية الحافلة التي تغطي مساحة زمنية ليست قليلة.فهي صاحبة القلم الذهبي الذي تمرس بالكتابة وتعطر بلون الحياة والإنجاز والانحياز للأمل والناس. و قد حققت أنيسة عبود حضوراً مهماً ولافتاً ليس في سورية إنما الوطن العربي..
وقد ترجمت بعض أعمالها إلى لغات أجنبية.
في هذه العجالة نشير إلى ديوانها الجديد الذي صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وقد حمل عنواناً ثراً وجميلاً (أحبك بتوقيت قلبي) وكان قبله صدر ديوان آخر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق تحت عنوان (في الديوان امرأة أخرى).
من أجواء ديوانها أحبك بتوقيت قلبي نقتطف:
صيرورة لا تعبر غداً من الطريق الفرعي
بين أضلعي وقلبك غدا ساحبك
أو ربما بعد غد سأنتظرك
عند زاوية القصيدة العائدة من الغياب
سنعاتب الياسمين(المشلوح)
خلف البوح
لأنه خبأ عطره ولم يكتب
للأمس القادم بأننا عدنا من البئر
وتعرفنا على أشلاء العذاب
نحن نشكل اللحظة على هيئة
قنبلة موقوتة تنفجر من الشوق
أو تصير قمراً من تمرنأكله بعد أن سويناه
وعبدناه كآله……..
قد لا يجيء الغد
قد يتأخر في حافلة النقل الداخلي
أو يسير في شارع معاكس لقلبي
وربما يجيء
على هيئة مقاتل عائد من الحرب
ضاعت بندقيته
وتغيرت مشاعره
فلا عرفني ولا عرفته
غدا ربما أمحوك من عيني
لا لشيء إلا لأن الأماكن تتغير
فأصير المفرق وتصير طريقي
وأكون حبيبتك وتصير صديقي.
ومن نص آخر حمل عنوان (ليس للبراق قلب):
الموج الذي نسيته في بيتك صار سفينة
أخذك وتركني وحدي
كان بإمكانك أن تصنع شيئاً مهماً
لتحبني كأن تطوي بيتي
ذات غروب تحت قميصك أو تسوق الشرفة
التي يسهرعليها قمر الجيران
فتصبح لي وحدي
اعمل أي شيء
كي تستطيع أن تسرج المهرة
وترمي على عنقها الحقول
مشط الغزالات ببعض عطرك
حتى لا تهاجر جدائلهن مع فارس غريب
اعمل أي شيء كأن تهديني بحيرة معلقة
تفكر فيك أو تنشر دق ضحكتك بعيني
فتنزل الدموع واشتكي منك إليك.