الثورة – عمار النعمة:
في كل مرة كنا نلتقيها كانت مفعمة بالحيوية والنشاط والتجدد والعطاء، فهي التي تفردت في أسلوبها الخاص وارتبط اسمها بعالم رسوم الأطفال، لدرجة أننا تربينا على إبداعها الجميل واللافت، فهي بحق تحمل مشاعر مرهفة وحساً فنياً راقياً يحاكي الكبار والصغار معاً.
إنها الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل التي غابت عن دنيانا اليوم ليفقد المشهد الثقافي بشكل عام والتشكيلي بشكل خاص أحد أيقوناته المفعمة بالدفء والجمال .
ولدت الفنانة لجينة الأصيل في مدينة دمشق عام 1946 وحازت على إجازة اتصالات بصرية وعمارة داخلية من كلية الفنون الجميلة عام 1969.
عملت على تدريس رسوم كتب الأطفال والعمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة، واعتمدت كخبيرة فنية لكتب الأطفال في وزارة الثقافة، وقدمت عبر سنوات عمرها عشرات المحاضرات في مجال تخصصها، وأشرفت على ورشات عمل عديدة برسوم كتب الأطفال في سورية وإيطاليا والكويت والإمارات وتونس ولبنان، لتتجه بعدها إلى تدريب الفنانين من المحترفين والهواة في مجال رسم أدب الأطفال.
يحمل الإنتاج الفني للأصيل صفة الغزارة والتنوع من لوحاتها التي تناهز الـ 200 والمقتناة من قبل المتاحف أو بشكل فردي، وتصميم العديد من الحملات الإعلانية والديكورات والشخصيات المسرحية وعرائس للأطفال والرسوم لعشرة أفلام كرتون، ونصوص ورسوم 26 حلقة تلفزيونية للأطفال، والعديد من نصوص السيناريوهات لمجلات الأطفال، وتصميم ورسم أكثر من 70 كتاباً للأطفال صدرت عن دور نشر سورية وعربية.
حصلت الأصيل على جوائز وتكريمات منها الجائزة الأولى لتصميم ملصق جداري لمهرجان السينما العربية في مدينة فاميك بفرنسا وميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية في القاهرة لتصميم شخصية كرتونية للطفل العربي وميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال في اليابان، وجائزة أفضل كتاب للأطفال في معرض بيروت الدولي للكتاب، كما كرمتها وزارة الثقافة في سورية مرتين متتاليتين في مجال كتاب وصحافة الطفل وكفنانة تشكيلية.
وللأصيل معارض فردية للرسم والتصوير في كل من سورية والأردن وفرنسا وإيطاليا، مع مشاركات عديدة في معارض ثنائية وجماعية عربية ودولية، أما في مجال رسوم كتب الأطفال فشاركت بمعارض في سلوفاكيا واليابان وإيران وفرنسا وإيطاليا وصربيا وألمانيا وتونس وأميركا.
والأصيل كانت عضو في المنظمة الدولية لكتب الأطفال بسويسرا وفي اتحاد فناني بي أي بي لرسامي كتب الأطفال بسلوفاكيا، وفي اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين.
عملت في الإذاعة والتلفزيون على العديد من البرامج الموجهة للطفل، ولكنها لاحظت حسب وصفها أن اللوحة التشكيلية هي الأكثر شهرة، لذلك اتجهت إلى هذا الاتجاه وحققت فيه حضوراً مهماً أيضاً.