الثورة _ حسين صقر:
من المعروف أن للمسابقات الثقافية دوراً مهماً في نشر الوعي بين الطلاب، كما تشجع على القراءة والمطالعة والبحث عن المعلومات وزيارة المكتبات، وزيارة المواقع الثقافية والتعليمية، وفضلاً عن ذلك تضيف جواً من المرح والتسلية وتفتح أبواباً للتعارف وبناء الصداقات والعلاقات التي قد تتطور لتصبح حتى بين العائلات، نتيجة معرفة الطلاب لبعضهم.
خبراء التعليم يؤكدون على أهمية هذه المسابقات وغيرها، لأنها بالإضافة لما سبق تنعش العملية التعليمية وتثريها، وتكشف المواهب وتنميها.
كشف المواهب والقدرات
المدرس شادي محمد قال: إن المسابقات التي تنظمها المدارس تساهم في كشف قدرات الطلبة ومواهبهم، موضحاً أن المعلمين يبذلون جهوداً كبيرة في البحث عن هذه المواهب الطلابية وتنميتها، من خلال المسابقات التي تطلق بداية كل موسم دراسي.
وأوضح أن هذه المسابقات تعمل على تنمية قدرات الطلاب وصقل شخصياتهم وإظهار مهاراتهم في مختلف المجالات، وتساهم في تشجيع الطلاب على المشاركة في الكثير من التجارب والإصرار على الفوز بها، كما تعزز فكرة المساواة فيما بينهم.
إنشاء جيل خلّاق
من ناحيتها المدرّسة رشا برهوم أوضحت أن للمسابقات أهمية كبيرة في إنعاش العملية التعليمية والتي تعتبر أحد مؤشرات العمل التربوي الناجح، كما تعد إحدى ركائز العملية التعليمية الهادفة لتنمية القدرات الإبداعية.
ونوهت برهوم أن أهمية إشراك الأطفال بالمسابقات تساهم بإنشاء جيل متدرب إضافة إلى تحفيز الأطفال على الجد والعمل والتنافس واكتساب روح الفريق وتأهيلهم من خلال الفعاليات المختلفة من دورات ومسابقات لاكتشاف إمكانياتهم والعمل على تطويرها وبالتالي صقل شخصياتهم وتنمية قدراتهم الإبداعية الخلاقة.
تلبي الميول والرغبات
السيدة ردينة عمورية ذكرت: تساهم المسابقات بجعل الطلاب يندمجون مع بعضهم، وعلى اختلاف شخصياتهم، وهذا يساعدهم على تقبل بعضهم، كما أن لها تأثيراً مباشراً على العديد من سمات الشخصية لدى الطلاب، بما يلبي ميولهم ورغباتهم، وأوضحت أن المسابقات تبدو واضحة في الأدبيات التربوية، كما أثبتت الدراسات الدور الإيجابي لها في العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وفي سلوكيات الطلبة بشكل خاص.
تحفز على البحث
وأشار عماد إدريس إلى أن المسابقات تحفز وتشجع على البحث عن المزيد من المعلومات العامة الثقافية والعلمية، حيث يعرف الطلاب عن طريق هذه المسابقات أهمية التعليم والعلم، وأهمية الكتب كمصدر للثقافة العامة، في وقت يكون فيه الهدف من هذه المسابقات نشر الوعي الثقافي بين الطلاب.
جهود كبيرة
الموجه التربوي خالد عبد الباقي بين أن المسابقات التي تنظمها المدارس تساهم في كشف قدرات الطلبة ومواهبهم، موضحاً أن المعلمين يبذلون جهوداً كبيرة في البحث عن المواهب الطلابية وتنميتها، من خلال المسابقات التي تطلق بداية كل موسم دراسي، وأشار أن عملية البحث والكشف عن الطلاب الموهبين تبدأ عن طريق الإعلان عن بدء مرحلة الترشيح، للالتحاق بمسابقات على مستوى عدة مدارس لافناً إلى أن مثل هذه المسابقات لا تعبر فقط عن مستوى الطالب في مستواه الدراسي ولكن لقياس مستوى الذكاء واكتشافه.
و أشار عبد الباقي أن عملية ترشيح الطلاب تستند إلى شروط وأسس تختلف من مادة إلى آخرى، ويتم تحديدها من قبل إدارة المدرسة لتسهيل مهمة المعلمين وأولياء الأمور، في اتخاذ قرارات ترشيح مستنيرة.
كما نوه بأن للأسرة دوراً كبيراً في بناء شخصية الطالب الموهوب، حيث يوجد الكثير من الأسر تهتم فقط بالجانب العلمي وتهمل الجانب الشخصي والنفسي فيكون هناك ضغط كبير على الطالب للحصول على أعلى الدرجات ذلك، وأضاف إن لم تجد الأسرة طريقة للتعامل مع الطفل أو الطالب على اختلاف شريحته العمرية فلن يكون هناك تأثير قوي من المدرسة، فالأسرة هي الأساس الأول في اكتشاف الطفل الموهوب.
وأضاف الموجه التربوي أن المسابقات المدرسية من ركائز الأنشطة المدرسية التي يتم من خلالها اكتشاف العديد من المواهب الشابة المختلفة والمتنوعة ، حتى يتمكنوا من اكتشاف القدرات الإبداعية للطلاب والطالبات على حد سواء، وأنه لا شك تتيح المسابقات المدرسية الفرصة للطلاب والطالبات على التفوق وإثبات الذات وتنمية روح المنافسة، لافتاً أنها تعمل على تنمية الأخلاق والقيم التربوية وتعزز الانتماء الوطني والصداقة كما تساعد الطلاب على التخلص من بعض المشكلات مثل القلق والاضطراب والخجل.
بالنتيجة نلحظ أن للمسابقات العلمية أثراً إيجابياً في المنظومة التعليمية، فهي تؤدي إلى تحفيز الطلبة على التعلم والإبداع والابتكار.
