الثورة – أسماء الفريح:
في الوقت الذي كشف فيه خبراء روس عن حالة من التذمر الشديد تسود الجيش الأوكراني من سياسات نظام فلاديمير زيلينسكي وعن خطط للانقلاب على السلطة الحالية والاستيلاء على البرلمان, فإن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز أعد تقريراً للكونغرس يقول فيه إن كييف ملزمة ببدء مفاوضات سلام مع روسيا.
وكالة نوفوستي حصلت على مراسلات كشفها خبراء روس بين عسكريين أوكرانيين يبحثون سبل الاستيلاء بشكل عاجل على البرلمان الأوكراني وجره إلى جانب الجيش.
وتظهر المراسلات أحد المشاركين في المحادثات وهو يقول: “أهم إجراء سنحتاج إليه هو الاستيلاء على البرلمان الأوكراني” فيما يضيف آخر ..”عندما يتم تجنيد الموظفين وتدريب المقاتلين، ستكون الجماهير جاهزة”.
ويشير مشارك آخر في المراسلات إلى أنه “يجب أن يكون هناك دعم من الجيش.. وبدون ذلك لن يحصل شيء ومن الخنادق سيقول الجنود إنهم معنا، والشعب سينضم إلينا”.
كما يتابع آخر قائلاً: “عندما يرى الناس أن الجيش يتولى القيادة سيتخذون تلقائياً الجانب الأيمن”.
يشار إلى أن توترات سادت بين القوات الأوكرانية على خلفية مواجهة استمرت لأشهر بين القائد العام السابق للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني وزيلينسكي انتهت مطلع شباط الماضي بإقالة الأول وتعيين ألكسندر سيرسكي مكانه.
هذا وكشف أوليغ سوسكين المستشار السابق للرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما، أن مدير المخابرات الأمريكية أعد تقريراً للكونغرس الأميركي، يقول فيه إن سلطات كييف ملزمة ببدء مفاوضات سلام مع روسيا.
وأضاف سوسكين في مقالة خاصة له نشرها على حساباته بوسائل التواصل الاجتماعي أن بيرنز أكد في تقريره أن غياب المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة سيؤدي إلى انسحاب أكبر للقوات المسلحة الأوكرانية وخسارة أوكرانيا لأراضيها.
وتابع سوسكين أن تصريحات بيرنز تقودنا لاستنتاجات مفادها أن أوكرانيا بدون الدعم الأميركي ستكون خاسرة وقال: “أليس من الأذكى الذهاب إلى وقف إطلاق النار الآن وبدء المفاوضات؟”.
وأكد سوسكين أن أفضل خبراء الاستخبارات في العالم يتحدثون الآن عن مثل هذه النتيجة وأنه ليس أمام أوكرانيا سوى مخرج واحد وهو التوصل إلى هدنة على الفور وبدء المفاوضات.
ووفق سوسكين فإن المساعدات العسكرية الأوروبية الضئيلة وحدها لن تغير مصير أوكرانيا, حيث من المؤكد أن روسيا ستخترق جبهة القوات الأوكرانية وتدخل مقاطعتي خاركوف وأوديسا.
كما توقع ضابط المخابرات السابق في الجيش الأميركي سكوت ريتر بإمكانية أن تفقد أوكرانيا السيطرة على عدة مدن من بينها خاركوف وأوديسا إذا استمر الصراع.
وقال ريتر خلال مقابلة على موقع “يوتيوب”: “لا أعرف ما إذا كان الأوان قد فات بالنسبة لأوديسا.. هل سيخسرون خاركوف ودنيبروبيتروفسك؟ مضيفاً أنه “لا تزال أمام كييف فرصة ضئيلة لإنقاذ هذه المناطق، لكن يجب عليهم إيقاف كل شيء على الفور”.
وشدد ريتر على أنه ليس باستطاعة الغرب تغيير نتيجة انتصار روسيا في هذا الصراع من خلال تقديم الأموال أو المواد وقال: “لا يمكن لأوكرانيا أن تفوز، لقد انتهى الأمر بالنسبة لهم، وروسيا تفهم ذلك والأهم بكثير أن تعرف أوكرانيا ذلك وأن يعترف الغرب به”.