الثورة – آنا عزيز الخضر:
يدهش عالم المسرح المتلقي بوجود معادل درامي، يوازي عالم من الانفعال والتفاعل في اللحظات، التي تستفز الدواخل الإنسانية بالشكل الحاسم، والتي تمتاز بصدقها وشفافيتها، كي تتجسد أمامنا أكثر الحالات دقة في ردود الأفعال والمواقف، والتي تنبئ بكثير من الحقائق المشتهاة بكل أشكالها.. الإنسانية منها والاجتماعية والعاطفية والنفسية، كما علاقاتها مع الآخر، قيمها ومكنوناتها دون أي فبركات أو مداراة، وتظهر كما هي بماهيتها الحقيقية، وليس أكثر من الموت مقدرة على تجسيد كل ذلك خصوصاً في اللحظات القريبة من الموت.. تلك التي تكشف كل شيء.. هذا ما عمل على ترجمته العرض المسرحي” ثلاثون ثانية ” الذي عرض مؤخراً على صالة المركز الثقافي في المزة بدمشق، حيث اكتظت عوالمه بهذه اللحظات، فازدحمت الحقائق والمكاشفات والتعرية لكل جانب من جوانب حياتنا.
حول العرض تحدث الكاتب والمخرج عصام علام: يدور العرض حول المشاعر الإنسانية، التي راودتنا أثناء ثواني قريبة من الموت، وركزنا على الزلزال، وما جال في نفوسنا من خوف ورعب، ثم ندم على كثير من الأشياء، التي فعلناها سابقاً.
حاولنا تسليط الضوء في العرض على خبايا النفس البشرية، وما صاحب تلك اللحظات من مشاعر ويأس وخوف ومحاولات لالتقاط حالات هاربة من بين أيدينا، كذلك ركزنا على أصحاب النفوس الشريرة، الذين أحسوا بأن حياتهم قد انتهت، و بأنهم يتمنون النجاة لإصلاح ما فعلوا.
ومع نهاية الكارثة عادوا كما كانوا، بل وأضلوا السبيل أكثر وأكثر، من دون أن يتعلموا، ليبدو أن صلاحهم، يحتاج لشيء آخر، يضبط سلوكياتهم وأخلاقهم.
قام بأداء هذه المسرحية 9 أفراد من فرقة “العرّاب” للفنون المسرحية وكان فيها لوحات رمزية تعبر عن الحالات النفسية، والأداء الغني الذي ينم عن مقدرة ممثلي الفرقة ومواهبهم المتميزة.