ماذا لو سرّعت الأرض دورانها؟

الثورة – إعداد ياسر حمزه:

نعلم جميعاً أن للأرض حركتين: حركة حول الشمس، ووحدة قياسها هي السنة، وحركة حول محورها ووحدة قياسها اليوم. إننا لا نشعر بهذه الحركات بسبب خاصية القصور الذاتي. فلو كنت في طائرة وأغلقت النوافذ جيداً ولم تتغير سرعة الطائرة فإنك لن تشعر بالحركة أبداً. ستتناول طعامك وتشاهد فلمك المفضَّل وكأنك على الأرض لا كأنك تتحرَّك بسرعة ألف كيلومتر في الساعة!
إن سرعة دوران الأرض حول محورها يعتمد على موقعك عليها. فعند خط الاستواء مثلاً، تبلغ السرعة المدارية للأرض 1675 كيلومتراً في الساعة، بحيث تُكمل دورة كاملة حول محورها خلال 24 ساعة، إن كل شيء يقع على كوكب الأرض يتحرَّك بهذه السرعة مع الكوكب بأكمله؛ الغلاف الجوي، البحار، المحيطات، والجبال وكل شيء آخر. والآن ماذا يمكن أن يحدث لو سَرّعت الأرض دورانها حول نفسها؟ ما سيحدث كارثي بكل معنى كلمة كارثة!
لو ازدادت سرعة الأرض فجأة حول نفسها إلى الضعف مثلاً، فإن اليوم لن يكون 24 ساعة، بل سيصبح 12 ساعة فقط! وهذا سيؤثر بشكل كبير على ساعاتنا البيولوجية الداخلية التي تكيفت بشكل صارم مع 24 ساعة في اليوم. وليست أجسامنا فحسب هي التي ستتأثر، بل كل كائن حي آخر من حيوان ونبات سيتأثر.
وسيتعطل نظام كل الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاتصالات، لأن هذه الأقمار موجودة في مدارات ثابتة، وتدور بسرعة متناسبة مع سرعة دوران الأرض بحيث تبقى دائماً في المكان نفسه طوال الوقت. وعليه ستُقطع جميع اتصالاتنا اللاسلكية.
كل ذلك هيّن نوعاً ما، لكن ما سيحدث من تغيُّرات للمناخ والجغرافيا لن ينجو منه أحد! فإذا تضاعفت سرعة دوران الأرض حول نفسها فستسحب قوة الطرد المركزي كمية مياه هائلة من القطبين باتجاه خط الاستواء، مما سيتسبَّب في غرق المدن الاستوائية تحت الماء!
وسيتسبَّب هذا الأمر أيضاً بأعاصير هائلة جداً.
فلو تخيلنا أن الأرض ساكنة، فإن الرياح التي تهب من القطب الشمالي ستهب بشكل مستقيم ناحية خط الاستواء، ولكن بسبب دوران الأرض حول نفسها فإن مسار الرياح سينحرف ناحية الشرق. والآن إذا زادت سرعة دوران الأرض حول محورها فسيتسبَّب ذلك بأعاصير حادة كارثية. كما ستؤدي حركة الأرض المتسارعة إلى تسطح القطبين وانتفاخ عند خط الاستواء، وهذا ما سيؤدي بدوره في نهاية المطاف إلى تحرك الصفائح التكتونية، الأمر الذي يعني حدوث زلازل مدمِّرة من شبه المستحيل النجاة منها.
على أي حال، ليس عليك أن تقلق بخصوص هذا الأمر. فمن المستحيل علمياً أن تغيِّر الأرض سرعة دورانها بشكل مفاجئ من دون مقدمات، سواء تباطأت أو تسارعت. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا اصطدم بالأرض جرم ضخم جداً وبزاوية معينة. وإن حدث هذا التصادم فلن ينجو منه أحد أصلاً ليشاهد آثار تسارع دوران الأرض. ولذا، ندعوك إلى أن تستمتع يومياً بجمال الصباح وجمال الغروب في أوقاتهما الحالية، من دون أن تبالي بسرعة الأرض.

آخر الأخبار
الشيباني يلتقي سفراء دول أوروبية وآسيوية وأميركية في دمشق اختطاف المتطوع في "الدفاع المدني" يهدد العمل الإنساني في السويداء  لجنة تقصي الحقائق بأحداث الساحل: عملنا بداية لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وكشف الحقيقة  شبكة حقوقية توجه نداء استغاثة لفتح وصول إنساني شامل إلى السويداء ودعم المُشرَّدين قسرياً خدمات إنسانية وصحية في درعا لمهجّري السويداء  "سوريا الجديدة دولة و وطن".. حلقة نقاشية في جامعة دمشق هدى محيثاوي .. صوت الوطن من  سويداء القلب  نقاشات موسعة أهمها إنشاء مركز تحكيم تجاري ..  خارطة طريق لتطوير العمل التجاري بين القطاعين العام وا... رئيس المخابرات البريطانية السابق: الاستقرار في دمشق شرطٌ أساسي للسلام الإقليمي  "حرب الشائعات".. بين الفتنة ومسارات الخلاص أحمد عبد الرحمن: هدفها التحريض الطائفي وإثارة الفوضى تآكل الشواطئ يعقد أزمة المياه مشهد يومي من جرمانا.. يوحّد السوريين ويردّ على الشائعات بالتآخي  المحامي جواد خرزم لـ"الثورة": تطبيق العدالة الانتقالية يحتاج وعياً استثنائياً  إنهاء تعظيم الفرد والديكور السلطوي.. دمشق خالية من رموز الأسد المخلوع خلال 15 يوماً الصناعة تبحث عن "شرارة".. فهل تُشعلها القرارات؟ "أوتشا": نزوح أكثر من 93 ألف شخص جراء الأحداث في السويداء  ضماناً لحقوق الطلبة.. تصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة بدقة وشفافية  فيدان: أي محاولة لتقسيم سوريا ستعتبر تهديداً مباشراً لأمن تركيا القومي سوريا في مرمى التضليل الإعلامي استخلاص العبر في التطبيق والاستفادة من دروس الآخرين