مجموعة “احتراق ساكنة العنب” للشاعر فراس دياب محاولة نحو الحداثة

ثورة أون لاين:

في مجموعته الجديدة (احتراق ساكنة العنب) حاول الشاعر فارس فايق دياب أن يكتب نصوصه الشعرية بأسلوب حداثاوي محاولاً أن يبسطه وفق المواضيع الاجتماعية المتباينة والتي غلب عليها سعيه الإنساني.

ارتقت بعض قصائد المجموعة إلى مستوى الشعر الحقيقي لأن الشاعر استخدم في كتابتها القدرة الثقافية لموهبته واندفاعها مع العاطفة الإنسانية التي كانت سبباً في الكتابة دون أن يسمح للضبابية أن تهلك ألفاظه ومفرداته فجاءت النصوص معلنة عن شعر حقيقي كقوله في قصيدة “من أبناء تأبط شراً” التي كانت عبارة عن مقاطع معنونة فقال فيها:

الطفل المنحوس .. طفل منحوس .. ظل يذرذر فوق الجدران
يرسم خطاً من ماء هواه .. يتشهى أن يكتب شيئاً ما لكن..العصفور محاه.

وفي نصوص المجموعة الغزلية ظلت القصيدة محافظة على مستواها برغم تسرب الرمز إلى مفرداتها لكن العاطفة أثرت بشكل إيجابي على بنية النصوص وعلى تصاعد النغمة الموسيقية لتصل إلى ذائقة المتلقي كقوله في نص “أحلام المرمر”:

يتأرجح وجهك في الماء .. لا أعرف كيف سأرسمك الآن كيف تطير البسمة من ألوان ..
وتصير فراشات كيف سأطيع وجهك في تقييم متاهات.

كما عالج الشاعر دياب في مجموعته ظواهر اجتماعية تسبب أذى الناس وتؤثر على سعادتهم بأسلوب كان دور الدلالة فيه واضحاً إضافة إلى المستوى البنيوي الذي نجح في تشكيل القصيدة فقال في قصيدة “برنامج يومي”:

سيقام للفقر العفيف .. والجنازة والقتيل .. من ينتزع .. هذا الفتيل ..دق ألواح الدقيق .. دون حس أو بريق.

لكن القصيدة التي جاءت بعنوان “احتراق ساكنة العنب” والتي كانت عنواناً لمجموعته الشعرية جاءت أقل شأناً من نظيراتها برغم انتقائه لنغمة موسيقية متحركة وشديدة الأثر في تحريك مشاعر المتلقي إلا أن الرمز الذي اختاره لم يكن ملائماً في جميع مفاصل القصيدة فقال:

تبكين أمامي .. هاربة من أودية .. من فرح بصداع .. ترنيمة غيمة تنبع من ألم الماء.

وأيضا جاءت قصيدة “ظلال الأمنيات” أقل مستوى من نصوص المجموعة لأنها اعتمدت على المباشرة وعلى صف الكلمات بشكل عادي دون أن تتفاعل مع حدث القصيدة ومع معناها الحقيقي التي قال فيها:

روحي تكلمها الصور ..هذا نديم للشجر..هذا وليد للمطر.

وأتاح الشاعر للحداثة في بعض نصوص المجموعة أن تنهي معانيه فخربت عليه التسلسل المنطقي للمفردات وسببت بتراجع المعنى الذي يهم المتلقي فأغرق بالرمز وابتعد عن الذائقة كاختياره لقصيدة “حليب النحاس “التي قال فيها:

أخلط ألواني بغبار..أمزجها فوق شفاه..أغمض عيني.

تميزت المجموعة المنشورة في اتحاد الكتاب العرب والتي اختلفت عناوين نصوصها ومستوياتها بوجود حس إنساني ترافق مع تشابه شديد بالنغمة الموسيقية في أغلب النصوص وتفاوت الأثر النفسي للموسيقا.

دمشق-سانا

آخر الأخبار
العام الدراسي بدأ.. و52 مدرسة بدرعا مازالت تؤوي عائلات مهجرة  محمد صبرا: حدث نيويورك نقطة فارقة في تاريخ سوريا الحديث إلغاء البلاغ "10" يسهّل عملية الاستثمار ويساهم في تحسين واقع القطاع الصناعي الجيش يفكك أكثر من 5000 لغم في دير الزور   بردى يئنُّ ويحتاج إلى خطةٍ إنقاذ لا تنظيفاً سطحياً! العراق يجدِّد موقفه الداعم للعملية السياسية في سوريا   قمة عالمية تجتمع حول حل الدولتين مع تزايد الدعم للدولة الفلسطينية الرئيس الشرع يصل إلى نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة حين يشارك الوطن أبناءه المغتربين.. يصبح الانتماء فعلاً لا شعاراً  إصابة ثلاثة رجال إطفاء في جبل التركمان الجالية السورية.. صوت الخارج الذي يرسم ملامح مستقبل الوطن مغتربون سوريون: لقاء الرئيس الشرع حمل بعداً وجدانياً يتجاوز السياسة جراحة التجميل والحروق بدمشق تتلقى دعماً سعودياً " مؤتمر حل الدولتين".. بين الاعتراف الدولي والتعنت الإسرائيلي من المنفى إلى الداخل.. كيف تثمّن القيادة السورية دور المغتربين؟   العالم يعود إلى سوريا.. الدور والمكانة والتاريخ إعادة بناء الثقة مع جالياتنا ودورها في مستقبل سوريا المهجرُ لم يعد حاجزاً.. "سوريا في القلب" مؤشر مهم لتحسين العلاقات.. زيارة الرئيس الشرع إلى أميركا تثلج صدور الجالية حديث الشرع لـ cbs.. رسائل متعددة.. والواقعية السياسية ليست براغماتية