الثورة – ديب علي حسن:
أمي التي رحلت, وما رحلت,يدان من ندى وعبق من خير, يدان من صلابة الحياة , وشغف العطاء.
هي حكايتي , هي أمي, ولكنها حكاية كل أم سورية حكاية كّل أم جبلت طعام الشرف والعزة بالكرامة.
أمي كما كل الأمهات زرعت الأرض ,وسقت الأشجار, وبنت بيتا, ومدت أجنحة الخير حيث استطاعت فكانت الندى والبلسم.
لم يكن عبثا أن تسمي ابنها الأول (خيرات)..
ماذا يمكن لحبر أن يقول يوم ترحل الأمهات ويحلقن في سماوات الخلود..؟
الأمهات مدارس النور.
هن كتاب الوجود الأول , وإذا لم تكن الأمهات كتابا كما يقول – أحد المبدعين – فكيف يقرأ الأبناء؟
ذات يوم كتبت هند هارون لابنها عمار: لا تنس أنني الجذر نماك.
ما أروع وأعمق جذور الأمهات اللواتي صنعن مجدا من لاشيء.. اليوم ترحل أمي قبيل عيد الأم وهي التي صنعت لنا في كل ساعة وكل يوم عيدا وموعدا مع الأمل.التصنيف مجتمع
جرح الزنبق.. أمي التي رحلت
الثورة – ديب علي حسن:
أمي التي رحلت, وما رحلت,يدان من ندى وعبق من خير, يدان من صلابة الحياة , وشغف العطاء.
هي حكايتي , هي أمي, ولكنها حكاية كل أم سورية حكاية كّل أم جبلت طعام الشرف والعزة بالكرامة.
أمي كما كل الأمهات زرعت الأرض ,وسقت الأشجار, وبنت بيتا, ومدت أجنحة الخير حيث استطاعت فكانت الندى والبلسم.
لم يكن عبثا أن تسمي ابنها الأول (خيرات)..
ماذا يمكن لحبر أن يقول يوم ترحل الأمهات ويحلقن في سماوات الخلود..؟
الأمهات مدارس النور.
هن كتاب الوجود الأول , وإذا لم تكن الأمهات كتابا كما يقول – أحد المبدعين – فكيف يقرأ الأبناء؟
ذات يوم كتبت هند هارون لابنها عمار: لا تنس أنني الجذر نماك.
ما أروع وأعمق جذور الأمهات اللواتي صنعن مجدا من لاشيء.. اليوم ترحل أمي قبيل عيد الأم وهي التي صنعت لنا في كل ساعة وكل يوم عيدا وموعدا مع الأمل.
ما أعمق الجرح , وأبعد غوره , ولكنها سنة الحياة وقدرنا الذي لامفر منه , لا أستطيع أن أقرأ حزني إلا كما حزن كل من يفقد أحدا ما.. عاشر من أحببت فأنت مفارقه في لحظة ما.
أمي, وهي على فراش المرض منذ خمسة عشر يوما حين كنت قربها أمسكت بيدي وقالت : لا تنس أن تأخذ (قطرميز الزيتون) لقد أعددته لكم , وانقل سلامي لأحفادك , كم كنت أتوق لرؤيتهم..
يقتلني الشجن وبكل غضب الدنيا أصرخ: لا سامح الله من جعل لقاء الأهل في كل سورية أمرا صعب المنال , لقد دمروا وشائج الحياة ..آه يا أماه : كنا نتحرك قبيل الفجر ونمضي نعبر القرى والمدن ولا أحد يسأل من أنتم ولا إلى اين ذاهبون , بضع مئات من الليرات تكفي لكل شيء.
هل تذكرين يا أمي يوم تدبرت لي مئة ليرة لأسجل في الجامعة..؟
نعم , مئة وعشر ليرات, كانت كافية لأن أفعل ما أريد , إنها بركة الأمهات , بركة الوطن.
أمي لا أستطيع إلا أن أراك وطنا بحجم الكون , في كل شجرة زيتون وتفاح , وكل وردة ومع كل هبة نسيم .أراك وطن القلب والدم والدفء , أرثي بك كل أم, وكل من رحل ويداه ندى من خير..
أمي على مقربة من عيدك , عيدكن, سلام منك ,
الأم أعظم الأوطان , وما زالت سورية الوطن الخالد عطر الأمهات وأيقونة من زفت ابناءها إلى منارات الخلد وزغردت: فداء سورية.
ما أعمق الجرح , وأبعد غوره , ولكنها سنة الحياة وقدرنا الذي لامفر منه , لا أستطيع أن أقرأ حزني إلا كما حزن كل من يفقد أحدا ما.. عاشر من أحببت فأنت مفارقه في لحظة ما.
أمي, وهي على فراش المرض منذ خمسة عشر يوما حين كنت قربها أمسكت بيدي وقالت : لا تنس أن تأخذ (قطرميز الزيتون) لقد أعددته لكم , وانقل سلامي لأحفادك , كم كنت أتوق لرؤيتهم..
يقتلني الشجن وبكل غضب الدنيا أصرخ: لا سامح الله من جعل لقاء الأهل في كل سورية أمرا صعب المنال , لقد دمروا وشائج الحياة ..آه يا أماه : كنا نتحرك قبيل الفجر ونمضي نعبر القرى والمدن ولا أحد يسأل من أنتم ولا إلى اين ذاهبون , بضع مئات من الليرات تكفي لكل شيء.
هل تذكرين يا أمي يوم تدبرت لي مئة ليرة لأسجل في الجامعة..؟
نعم , مئة وعشر ليرات, كانت كافية لأن أفعل ما أريد , إنها بركة الأمهات , بركة الوطن.
أمي لا أستطيع إلا أن أراك وطنا بحجم الكون , في كل شجرة زيتون وتفاح , وكل وردة ومع كل هبة نسيم .أراك وطن القلب والدم والدفء , أرثي بك كل أم, وكل من رحل ويداه ندى من خير..
أمي على مقربة من عيدك , عيدكن, سلام منك ,
الأم أعظم الأوطان , وما زالت سورية الوطن الخالد عطر الأمهات وأيقونة من زفت ابناءها إلى منارات الخلد وزغردت: فداء سورية.