جرياً على العادة في شهر رمضان، تنشط المسابقات التلفزيونية كوسيلة للعطاء بصمت في هذا الشهر الفضيل ولا يخسر المتسابق في أي لقاء معه سواء أكان ارتجالياً أم معداً سلفاً في برنامج تحدٍ، لأن الغرض من هذه المسابقات ليس حصد الجوائز المادية فقط بل جني المعلومات وتنشيط الذهن وقدح زناد العقل لاطلاق ما بخزائن الذاكرة من معلومة ومعرفة.
وكذلك يشهد الشهر الفضيل غزارة في الإنتاج الدرامي لحجز ساعات البث الرمضاني لأنها الأعلى سعراً، حيث يقترن وقت العرض بالقيمة الشرائية، وغالباً ما يستسلم المشاهد لمتابعتها تسلية ولطرد الملل فيخسر الكثير من وقته ويعاني من تخمة ذهنية وخمول جسدي.
أما بالنسبة لإطلاق الأحكام في حقّ هذه المسلسلات فالوقت ما زال مبكراً ويقف عند حدود الانطباع الأول ،ومع استمرارية المتابعة لبرامج الطهي وفنه وألوانه وأصنافه، نجد أنفسنا عاجزين عن تطبيق وصفات (الشيف) وقد حلقت أسعار أغلب مكونات الأطباق لتغادر فطورنا وسحورنا وهنا يكسب رمضان زمان.. بالحنين إليه وبالكلام عن أكلات نعشقها تصدرت موائدنا.
قد يشعر الصائم بطول الوقت فيبالغ في استهلاكه بإعداد الطعام أو مشاهدة التلفاز حسب مواعيد التقنين أو على مواقع التواصل الافتراضي فيخسر الكثير من فضائل هذا الشهر ويتخلى عن واجباته الاجتماعية والروحية.