ما بين المباراة الأولى لمنتخبنا الأول لكرة القدم أمام ميانمار التي جرت يوم الخميس الماضي والمباراة الثانية التي تجري مساء اليوم، كان هناك جدل كبير وقلق أكبر حول مستقبل كرة القدم السورية التي تتقاذفها تيارات ومصالح منذ سنوات.
وبغضّ النظر عن نتيجة مباراة اليوم والتي نتوقعها فوزاً كبيراً كردة فعل على التعادل في المباراة الأولى، فإن أكثر الجدل والقلق الذي أثير إنما كان حول كرتنا محلياً، وتحديداً ما يخص القواعد والدوري والكأس والملاعب، وخاصة بعدما لوحظ أن البعض في اتحاد الكرة وخارجه تركوا الأساس في بناء اللعبة داخلياً وخرجوا يبحثون عن اللاعب الجاهز الذي يحفظ ماء الوجه بتحقيق نتائج جيدة مع المنتخبات لجميع الأعمار، وهكذا كان قلق الجمهور واللاعبين المحليين والمدربين وكلّ من له علاقة باللعبة والرياضة، فهؤلاء صار أقصى طموحهم الفوز بألقاب محلية، وبات العمل أو اللعب مع المنتخبات أشبه بالحلم، فالمنتخبات باتت للاعبين المغتربين الذين يسحبون البساط من تحت أقدام لاعبي أنديتنا.
هذا القلق فتح باب الجدل، فكانت الأسئلة المختلفة حول صحة ما يقوم به اتحاد كرة القدم وبدعم من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، إذ لا يخفى على أحد تراجع مستوى اللعبة داخلياً وهبوط المستوى الفني للاعبين، وسيطرة النزعة المادية التي باتت هي الهدف وليس المستوى والوصول إلى الأفضل على الصعيدين الفردي والجماعي.
جدل آخر طغى مع نتائج المنتخبات بوجود مدربين أجانب، فهؤلاء المدربون لم يطوروا ولا نتوقع أن يفعلوا ذلك على المدى القريب، ومستوى المنتخبات ونتائجها معهم لا تختلف عن المستوى مع المدربين الوطنيين، فلماذا هدر المال الكبير؟