الثورة – علا محمد:
لم تكن الرياضة يوماً أقل أهمية من العلم فالرياضة ليست نشاطاً بدنياً فحسب، وإنما مفتاحٌ لحياةٍ صحيةٍ تشمل لياقة الجسم وصحة العقل على حد سواء فهي تنمي القدرات العقلية وتساعد على التركيز والانتباه.
لهذه الأسباب جاءت توصيات منظمة الصحة العالمية بأهمية النشاط البدني عند الفئات العمرية الصغيرة، وهذا ما تؤكد عليه سورية بتشجيعها للرياضة عند اليافعين من خلال إقامة المباريات بدءاً من المدرسة انتهاءً ببطولات على مستوى الجمهورية والدول الأخرى.
(كنت أتسابق مع صديقاتي في حارة منزلنا عندما رآني أول مرة المدرب سليمان عطية ولفت انتباهه سرعتي في السباق) هذا ما قالته جنا وهي تروي قصة نجاحها لـ”الثورة” ابنة الـ 10 أعوام.. بدأت منذ ذلك الحين بالتمرين مع المدرب كل يوم لتشارك في أول بطولة لها كانت على مستوى المدارس في مدينة جبلة وحصلت على المركز الأول، ما دفعها للاستمرار ومتابعة التمرين لتعيد المشاركة في بطولة المدارس بعد عام وأيضاً حصلت على المركز الأول للمرة الثانية على التوالي.
هذا ما شجع المدرب سليمان على تدريب جنا مسافاتٍ متوسطة وطويلة بعدما لاحظ قدرتها على تحمل المسافات الطويلة، وذلك تحضيراً للمشاركة في بطولة ألعاب القوى على مستوى المحافظة التي كان فيها المركز الأول حليفها على مدار 3 سنوات متتالية.
وتابعت بعدها في عدة مشاركات (ماراثون الباسل وبطولتي المنطقة الساحلية والأندية) كان حصيلة ذلك أن حصلت على 8 ميداليات و3 شهادات من الاتحاد الرياضي، ما أهلها للمشاركة في بطولة الجمهورية العربية السورية لهذا العام، فقد جمعتها المنافسة الأقوى مع متسابقات من 10 محافظات، نالت فيها جنا لقب بطولة الجمهورية لألعاب القوى 100 م حواجز.
تقول جنا: لهذه الرياضة دورٌ كبير في تنمية شخصيتي وازديادها ثقة بالنفس والحلم أصبح أكبر، وسأستمر سعياً لتحقيقه لأكون بطلة على مستوى أعلى وأرفع اسم بلدي في البطولات الدولية ومن يعلم.. قد أصبح بطلة بلدي على مستوى العالم.
ونوهت جنا بالدعم الكبير الذي تلقته من عائلتها ومدربها وكم حمل لها ذلك من إصرارٍ على المتابعة والوصول، مشيرةً إلى أن ممارستها للرياضة لم تؤثر أبداً على مستوى تعليمها في المدرسة الذي تفوقت به أيضاً بل رأت أنه بتنظيم الوقت لا يصعب التوازن بينهما.
بدورها والدة جنا عبرت عن فخرها ببطولة ابنتها بقولها: لديها موهبة ومن الظلم أن تضيع، لذلك قمنا بتشجيعها ودعمها- عدا أن الرياضة صحة للجسم والعقل مع بطولة ومن دونها.
ختاماً، يمكننا أنْ نقول إن ممارسة الرياضة فوائد شخصية أو مهنية، كلا الاتجاهين تفيد الجسم والعقل والروح.