يوم المسرح العالمي.. محطة ثقافية تحتفي بالمسرح وتكرمه

الثورة – آنا عزيز الخضر وحكمات حمود:

تتسابق العروض المسرحية محتفية بيوم المسرح العالمي، والاحتفاليات الكثيرة هنا وهناك.. فهي محطة يقف عندها عشاق المسرح ملياً، يعبرون عن عظمة هذه الوسيلة الثقافية ومكانتها، على الرغم من كل المتغيرات التكنولوجية وحضور وسائل بديلة، لكن المسرح بقي على عرشه وأصالة أدواته ومفرادته.. ماذا قال عنه مبدعوه وأصحاب التجارب الطويلة في عالمه.
الكاتب والممثل والمخرج زهير البقاعي قال: المسرح هو الحياة بكل تجلياتها، ولكن الحياة على المسرح تتوجه نحو الجمال، وكيف يمكن أن نحياها كبشر، بالمسرح نتطهر ونسمو، ويصبح لدينا أجنحة، على المسرح يزاح كل ما هو رديء أو غير إنساني، ويستمر المسرح في بلدي سورية، لأنه حياة وعناق ومحبه وسلام، والسلام والحب لكل المسرحيين الذين يضيئوا الحياة بأفئدتهم النقية لتصبح الحياة أجمل.
المخرج والممثل خوشناف ظاظا قال: كل يوم هو يوم المسرح لأنه حضارة لن تختفي، وما يحدث من صراعات بين البشر هي جوهر المسرحية، لكل ممتهن إصرار ليحقق النجاح في مهنته حال الطبيب والمحامي والكاتب ،المسرحيون لا يستثنون من المعادلة في البحث عن صور تواكب ما يحدث في الواقع من صراعات مجتمعية وماراتون التكنولوجيا المرئية، وهي أكبر الصراعات والتحديات التي تواجه المسرحي لخلق الحالة الإبداعية، أما حاضر ومستقبل المسرح السوري محكوم عليه بوقف التنفيذ من قبل قضاة الدراما في القطاع العام والخاص ورغم ذلك هو مستمر في إبداعه.
الكاتب والمخرج المسرحي سهيل العقلة لفت إلى أن يوم المسرح العالمي هو عيد الفنانين، الذين يعملون في المسرح تحديدا ولم ينقطعوا عنه، ودوماً في هذه المناسبة أتذكر كلمة المسرحي سعد الله ونوس.. وهي “إننا محكومون بالأمل.. وما يحدث ليس نهاية التاريخ”، وقد خلدت بحق، وهي مقولة عظيمة.. فنحن عندما نقدم الواقع وأي حالة نقدمها في المسرح وهي تحمل دوماً بصيص أمل… من أجل ذلك أقول لكل من عمل في المسرح في أي مجال كان كاتباً أم مخرجاً فني صوت أو ديكور أو إضاءة وفي كل بقعة من بقاع الأرض “كل عام وأنتم بخير.. وكل عام وأنت تعمل في المسرح، وتعطي في عالم المسرح”، لأنه هو الوحيد القادر على إدراك ماذا يعنى العمل في المسرح.. وماذا يعني العطاء فيه..
وبالنسبة للمسرح السوري أتمنى أن يعود مهرجان دمشق المسرحي، وقد كان عيداً حقيقياً بالنسبة للمسرحيين السوريين، يطلع مسرحو العالم على الإبداع المسرحي السوري، الذي عرف عنه دوماً تقديم كل ما هو جديد ومتميز وملتزم.
أما الكاتب والمخرج المسرحي راني أبو عيسى فقال: شرف عظيم أن أتكلم عن اليوم العالمي للمسرح وأنا ممتن ومتحمس، يمثل اليوم العالمي للمسرح تجسيداً لشغف الإنسان للتعبير عن مشاعره وأفكاره عبر الفن المسرحي، فالمسرح دنيا يتفرج فيه الأغلبية على الأقل والعكس، وبهذا اليوم يتم فيه تداول رسالة المسرح جيلاً بعد جيل، وللأسف ما يميز هذا العام هو مأساتنا التي نشاهدها يوماً بعد يوم في فلسطين (غزة)، فالرابط المشترك بين المسرح ومأساة غزة أنهم وحدهم الذين لا ينتظرون بيتاً أو مأوى كي يعيشوا أو يحيوا، ووحده المسرح الذي لا تغلق أمام وجهه كل قبب البرلمانات في هذا الكون.
كم هم عظماء هؤلاء الذين وجدوا في المسرح طريقاً أبدياً للخلاص رغم صعوبة إعادة تأهيل الكائن البشري، بدلالة انتشار الفقر والجوع، وما زلنا نشاهد حروباً.. صراعات مستمرة في كل مكان، إن شعورنا بالضعف حيال هذه الحقيقة يقودنا أحياناً إلى اليأس.. ماذا بوسعنا أن نعمل؟ وما بوسع المسرح أن يفعل؟
دعونا في الختام نشكر أيام المسرح العالمي، وأتمنى أن تصبح الشعوب مدركة للمنابع الخاصة لثرواتها وتعمل معاً في بناء سلام دائم، عسى أن ندرك أن هذه الخطابات من الماضي ستنقلنا من الحروب وتزيدنا صلابة وقوة لمتابعة الطريق نحو عالم يسوده الحب والسلام.
المخرج ومدير فرقة العراب المسرحية عصام علام قال: ارفع الصوت عالياً، فأنت على خشبة المسرح (لماذا صمد هذا الصرح تلك الآلاف من السنين؟ ما السر الذي جعل فن المسرح هو الفن المستمر دون تغيير ؟ هل خلق كاملاً مكتملاً؟ أم أنّه سحر من نوع ما؟
المسرح.. ذلك المكان الصغير الذي يتّسع للعالم بأكمله، والعبق الذي ينتشر كالربيع في أرجاء المعمورة، والصوت الضعيف الذي يًسمع صداه في أبعاد الأرض رغم اتّساعها، إنّه الحياة.
دأبت كل شعوب الأرض على الارتقاء إلى خشبة المسرح. لم يملوا منه يوماً، بل وفي كثير من الأحيان كان المكان المخّصص للذّواقين ورجالات المجتمع، وكذلك ظل المكان الذي ترتاده كل فئات المجتمع أيضاً.
وحين يُقاس تقّدم المجتمع الفكري فإن المسرح هو المقياس، وتواجده يعني دائماً تواجد الفكر والوعي فيه، هل نحن أمام حقيقة نتجاهلها ؟ أجل وخاصة في هذه الحقبة من الزمن، حيث التقدم التقني الذي بات رمزاً لتقدمنا وتطّورنا للأسف بات هو المقياس الوحيد، وصار المسرح مكاناً مهملاً.. يرتاده النخبة المهتمة فقط.

للأسف، لم يعد المسرح في مجتمعاتنا كما كان مذ نشأته الأولى، حين كان منبراً للثقافة ونشر الوعي.. ما الذي تغيّر إذاً؟.. نحن الذين تغيّرنا، وصرنا نلهث وراء سراب ُخيّل لنا أنه واحة، واحة للعلم المفترض، واحة للمعلومات الجاهزة بلا تفكير.. واحة للهو وزرع الأفكار التي أريد لها أن تكون.
اليوم نحن أمام أحد أكبر الموجات المدمرة للوعي والوجود، المدمرة للثقافة التي نشأنا عليها، فإن تجاهلنا الكارثة ّ أصبحنا في عداد الأموات فكرياً وثقافياً.
المدارس ودور الثقافة والمسرح هم الحصن المنيع لتفادي الكارثة، وهم المأوى الوحيد للنّجاة منها، لكنّنا ومن مكاننا فوق خشبة المسرح، فإننا ننادي ونرفع ّالصوت مطالبين بالدعم الكامل، والرعاية المطلقة، كي نعود بخشباتنا إلى الوجود والتّواجد، إلى الحضور في يوميّات الناس وحديثهم وبرنامجهم الدائم، ونناشد أصحاب الفكر والقلم أن يبدؤوا الكتابة من وحي الواقع الذي نعيش، وأن نبتعد عن الاقتباس الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع.
كل شخص يقف على خشبة المسرح هو مطالب اليوم بالقيام بدوره على أكمل وجه، ليعود بالمسرح إلى مكانته وريادته.

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة