الثورة – ديب علي حسن:
ذات يوم ليس ببعيد عاتبني شاعر له بصمة تتشكل في المشهد الشعري وقال: أنتم في الإعلام لا تعملون على متابعة التجارب الجديدة يغريكم المكرس من الأسماء وتنسون أن من صلب عملكم أن تبحثوا عن الجديد.
مع أن الملاحظة صحيحة، لكن ليس تماماً في العمل الثقافي في صحيفة الثورة دائماً نبحث عن الصوت الجديد، نتابعه نحاول أن نقدم ما نستطيع قد ننجح وقد نخفق لكن علينا أن نعمل.
رجاء شعبان صوت شعري نسوي له حضوره في الوسط الإبداعي نالت تجربتها رضاك أم لم تنل لكنها تجربة تمتد وتتعمق وتمزج بين الإبداع الشعري والروائي .
ونعتز أننا كنا من أوائل من تابعها ونشر إبداعها كما غيرها.
في هذه الدردشة السريعة نتوقف عند ما تقوله عنها وقد وجهنا إليها هذه الأسئلة:
1- هل أنصفك النقد في الشعر أو الرواية؟
2- شاركت بمسابقات وفزت بجائزة.. ما تقييمك حول الجوائز والمسابقات.
3- تشهد الساحة الثقافية العربية وخصوصا السورية نشاطا أنثويا في الإبداع… ما مرد ذلك برأيك؟
4- تواصلك وحضورك على مواقع التواصل ماذا أضاف لك؟
……..
تقول شعبان:(أصدقائي حشائش الطرق .. أنا بنت الطبيعة.. وكل مافيها صديقي”
أولاً: النقد البنّاء والمنظّم أرى أنّه غير موجود.. النقد موجود لكن البنّاء الذي يقوم على قواعد وركائز محددة بحيث يصبح علماً أكاديمياً ويُقاس إليه أو به.. أرى أنه مغيّب أو نائم.
ولا أدري إن كان سابقاً على أيام أسلافنا موجوداً أم فقط تحكمه الفرداوية والمزاجية أو التحزّبية أو الشللية أو الحالة الإعجابية، ومهما كان أعتقد أنه كان أفضل من الآن!
الآن كل ماذكرت من سلبيات ومجرد أهواء موجودة، بل ونمت وتطورت وتفرعت وتبعثرت دون لمّ شمل خاص بها، وإن كان موجوداً كدراسة في الجامعات فهو ليس إلا تفرعاً صغيراً أو مادّة مهمّشة من دون منهاج خاص بها أو جامعة وأكاديمية تجمعها وتشملها وتخرّج منها!
فكيف سينصفني النقد؟ لن ينصفني لا أنا ولا غيري.. وربما ظلمني بغيابه، فلو كان موجوداً حقاً لأينعت ثماره وأكلت منها وعرفت مواضع المرارة من الحلاوة وشعرتُ بأنّ للأشجار ثمارا او للثمار مواسم تتكفّل بها لتخرجها للحياة ناضجة شهية.
طبعاً لن أتكلم عن آراء مبعثرة هنا وهناك ومجاملات أقرب للكلامية العادية كمن يتكلم مع الآخر في الأسواق.
…….
ثانياً: نعم شاركتُ بمسابقات ونلت جائزة وكلمة جائزة لوحدها جائزة تدغدغ الحلم.. لكن هل كان حلماً حقيقياً منصفاً أم مجرد خيال وهم وواقع حلم حاولت الاقتناع به والتقنّع به؟!
كذلك لا يخفى في واقعنا ما وصلنا إليه من حالة المشاريع الصغرى والخاصة والأحلام الكبيرة… ولكن مَن سيدفع الثمن والأجور ويقبض ممسكاً بشيء ما غير أمثالي؟
أنا لست راضية وراضية… باختصار لأنني أفهم الواقع بواقعية وأحاول أن آخذ من المسابقات ما تودّ هي أن تأخذ منّي، وكل شيء غدا ضمن بوتقة العرض والطلب. تحكمنا المصلحة المشتركة وقد تلعب الظروف دوراً كبيراً والحظ يضرب ضربته القاضية أو المقضية.
………..
ثالثاً: صحيح أن الساحة العربية تشهد نشاطاً أنثوياً ولكن ليس بسبب قلة النشاطات الذكورية، أبداً! بل لتغييب الرجل ومحاولة الاستثمار بالمرأة أو عبر المرأة، فكلنا نعلم أنّ هذا الزمن يحاول استجرار المرأة لتكون سلعة وعرضاً مغرياً في واجهة المحال… وهذا يعود لجاذبية المرأة بالفطرة، فقديماً سمعنا عن تغييب المرأة لأنّ المزاج العام كان يحكمه فكر ما.. الآن تغير هذا الفكر ليلعب بالمرأة ويلعب بالمجتمع عن طريق المرأة وهذا أمر خطير طبعاً.
……..
أتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي بشدة ضمن نطاق اهتمامي وصفحتي طبعاً وكتابي المرئي والمقروء وخاصة “الفيسبوك”، لأن ذلك يخدمني ويكون لي منبراً خاصاً بي من دون سلطة أو فضل ومنّة الآخرين من وسائل الإعلام الخاصة والعامة… فالتواصل الاجتماعي من وجهة نظري كان حلماً وتحقق، فهو كالتلفزيون الصغير والسينما الصغيرة والجريدة الخاصة بنا التي كنا نشتهي النشر بها وكان الوصول مستحيلاً.
التواصل الاجتماعي من مواقع وتواصلهم معي كان نقطة انطلاقي للتعرف إلى شخصيات ومثقفين خارج البلد ووصل الأمر للتعامل معهم والعمل بذات الوقت… فالتواصل الاجتماعي كان مرآتي وساحة إبداعي وبرامجي المنوعة الجميلة التي أختارها وأحضرها أو أنتجها.
فهو أضاف لي كل شيء، أخذني لعوالم بعيدة.. أذاقني الحلم وحققه لي وتركني على أعتابه أرى العالم بهياً وواسعاً رغم ضيقنا.
ربما هي قسوة التجربة التي جعلتها تبوح بكل شيء وهو فعلا من واقع المشهد الثقافي الذي نعيشه ونراه الآن.
في جعبة شعبان أكثر من رواية وعمل شعري وتعمل الآن على إصدار روايتها الجديدة التي تحمل عنوان: على تلة البربهان..
والبربهان لمن لا يعرفه زهرة ربيعية ناصعة البياض تتفتح في أوائل الربيع تنمو قرب البنفسج ومكانها الأرياف الصخرية المشمسة في الساحل السوري.