الثورة – غصون سليمان:
غالباً ما يأخذ القلق مساحة واسعة من تفكير البشر، فهو إحساس وشعور معجون بالهواجس المختلفة لكل ما يحيط بنا من خير وشر، وبالتالي من الصعب تجاوزه إلا في أعمار محددة ربما، ما يترك انطباعاً يشغل الذهن لفترة من الوقت- حسب نوع القلق ومسبباته.
الدكتور رمضان محمد يشير في هذا السياق إلى أن الهم والغم والتحديات كلها أمور من مجريات الزمان، يجب تقبلها.
فالقلق شعور مهم.. ومن دونه لن ننجح، لن ننجو، لن نحيا.. فهو من طبيعة الحياة.
ونوه بأن القلق المرضي هو الذي يعوق الإنسان عن طيب العيش، ويسبب التأذي له في مهامه وضعف إنتاجيتة، لافتاً إلى أن
للقلق المرضي أنواعاً من أهمها:
القلق المعمم، أي قلق مستمر من دون أي سبب.. وهناك القلق المحدد “أو الرهاب” أي الخوف من شيء ما، مثل رهاب القطة، أو رهاب الرعد، أو رهاب صعود الطائرة. أيضاً القلق التالي وهو التعرض للصدمة أو الكارثة.
والقلق الوسواسي، المتعلّق بمواقف محددة، مثل وسواس الوضوء، وسواس النظافة، وسواس المرض.
وكذلك القلق الاجتماعي (أو الخجل الشديد) عند الاجتماع مع الناس، أو إلقاء كلمة أو رواية قصة أمام جمع من الناس (وهو مختلف عن الحياء المحمود).
نوبات الهلع والتي تتصف بالقلق الشديد جداً ويستمر لفترة قصيرة لكنه مزلزل بالمعنى المجازي التوصيفي، وهذه تكون في كثير من الأحيان الشرارة أو البوابة للدخول لمختلف أنواع القلق، وتترافق في كثير من الأحيان مع رهاب الأماكن المفتوحة..
ويذكر الدكتور محمد أنه حسب دراسة إحصائية أجراها على حالات الأطفال التي راجعته في عيادته خلال عام واحد، كانت نسبة القلق عند الأطفال 78% من مجموعة الحالات المشخصة.! موضحاً أنه
لعلاج القلق يجب معرفة الفكرة السلبية التي تقف خلفه (مثل التهويل أو المبالغة أو التشاؤم)، والسلوكيات السلبية التي تقويه وتبقيه (مثل التجنّب لما يسبب القلق وعدم المواجهة)، والمعتقدات العميقة التي لها علاقة مع الطفولة وعلاقة الإنسان مع والديه.
ولكل حالة- من وجهة نظره- تفصيل خاص ومعالجة فردية محددة للتخلص من القلق المرضي (العدو السارق)، والبقاء على مستوى من القلق الحميد الذي يساعد الإنسان على الإنجاز والإنتاجية والإبداع.