لا يحتمل الفن المسرحي القبح الذي نعيشه حالياً في الدراما، ولكن هل نستطيع المقارنة بين فلسفة المسرح وفلسفة الدراما، ونحن نتعاطى مع حدثين، موسم درامي حافل، و احتفالات اليوم العالمي للمسرح، لا يمكن ونحن نشاهد هذا الدم المسفوح درامياً إلا أن نتذكر ما يشابهه مسرحياً.
حين صنع شكسبير دراماه حتى العنيفة كانت تقدم بأسلوب فكري لنعيش مع صراع الأفكار ومونولوجات تفضي بنا إلى دهاليز من وضع السم في أذن هاملت من قبل أخيه كلاوديوس، ومن ثم كيف يحاول هاملت الابن الأخذ بثأر أبيه، وكيف تتصاعد الأحداث بطريقة تراجيدية، كل حدث عنيف يفضي إلى آخر، ولكنها تتبنى أساليب بعيدة كلياً عن العنف الظاهر، لتبدو الإنتاجات الإبداعية راقية تخدم رسالة وهدفاً فكرياً.
كل تلك الأعمال الشبيهة بأعمال شكسبير من مسرحيات وأفلام اعتمدت على العراك لإظهار مضامينها كانت فيما مضى لا تنفرك، بل يمكن أن تقرأها في كتاب بسلاسة مقتنعاً أن تلك الكتب تقدم لك أثمن ما قد تملكه يوماً.
اليوم ومع كل هذا التغير الذي نعيشه، ونحن في خضم عالم يتسابق لإظهار بضاعته سواء أكانت فنية أم فكرية أو درامية، وطالما أن الأحداث الدرامية في موسمنا الحالي تتصاعد فهي تدعونا إلى تساؤلات لا تنتهي.
لا شك أن العنف والأكشن وفبركة الحبكات في هذا الاتجاه الأولوية في سوق اشتغل عليه طويلاً من منتجين ارتأوا أن تلك المحطات لا تقبل سوى نوعية معينة من البضاعة وباتت تصاغ كل الحيل الدرامية بدءاً من النص وصولاً حتى ظهورها على الشاشة بطريقة الأكشن والفبركة والبهرجة حتى تقبل تلك المحطات تبني تلك الأعمال التي تدفع في مقابلها أموالاً لا يحلم صناعها بنيلها من جهة أخرى، الأمر الذي جعل منها تياراً درامياً لا ندري إن كان بإمكان موجة جديدة التغلب عليه.