نستطيع القول إن الدوري الكروي الممتاز، موسم ٢٠٢٣-٢٠٢٤، بات في حكم المنتهي ، بعد أن ضمن فريق الفتوة احتفاظه باللقب، قبل أربع جولات من النهاية، وتأكد هبوط فريق الحرية إلى الدرجة الأولى، وما بقي من جولات ومباريات، سيكون جزء منها مخصصاً لتحديد هوية الفريق الثاني الذي سينضم إلى الحرية، وإن كانت المؤشرات تدل بوضوح إلى فريق الساحل، وهما الفريقان الصاعدان إلى الأضواء، والآن هما نفسهما المغادران!.
أما الجزء الثاني من تلك المباريات فسيكون من نصيب الفرق التي تسعى لتحسين مراكزها على لائحة الترتيب، ودون أن يكون هناك حافز آخر، للفرق التي تحرز المركزين الثاني والثالث، ومع غياب الحافز ستكون الإثارة في أدنى حدودها إن لم تكن معدومة نهائياً.
فهل تكفي بضع مئات من آلاف الليرات، وهي المبلغ الذي يناله الفريق الأعلى، كفارق عن من يليه ترتيباً؟ وهل هذه حوافز تذكر؟ ولماذا لا تكون المكافأة مادية ومعنوية أكثر جدوى؟ كأن تكون هناك مشاركة في بطولة أو دورة عربية أو إقليمية أو آسيوية، إضافة لمكافأة مالية “محرزة” تجعل جميع الفرق تتسابق، بل تلهث وراءها من خلال إحراز مركز متقدم، بين الأربعة الكبار؟! أو يقوم اتحاد اللعبة بتوسيع قاعدة الفرق التي تشارك في كأس السوبر، مع إيلاء هذه الكأس أهمية معنوية، إلى جانب المكافآت المادية، بأن تضم بطل ووصيف الدوري، وبطل ووصيف الكأس.
مسابقاتنا المحلية تفتقد إلى السوية الفنية العالية، وفيها الكثير من المنغصات والمطبات، وعدد المباريات التي تخوضها الفرق في مسابقتي الكأس والدوري، لا يكفي للتطوير المنشود والارتقاء المأمول! وعلينا أن نعالج هذه الثغرات، بابتكارات وأفكار مجدية، تعود بالنفع بشقيه المادي والفني على الفرق واللعبة ، في آن معاً.

السابق