الثورة – منهل إبراهيم:
لعبة الاحتلال الدموية في غزة شارفت على النهاية، وأصبحت حججها هي وحلفائها لمواصلة القتل والمذابح واهية لا وجود لها في القواميس العسكرية والدبلوماسية.
الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، قال إن الحجج التي ساقها حلفاء “إسرائيل” لتبرير مذابحها في غزة تحت ذريعة “الدفاع عن النفس” انهارت أخيراً، بعد ستة أشهر من الحرب التي حصدت أرواح أكثر من ثلاثة وثلاثين ألفاً، وتشريد سكان القطاع.
وتحت عنوان “أيها المدافعون عن حرب إسرائيل على غزة، انتهت اللعبة”، كتب رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي”، مقالا قال فيه إن الحلفاء المتحمسون، الذين يسمون أنفسهم أصدقاء “إسرائيل”، أدركوا أنهم أيضاً أصدقاء من ارتكبوا جريمة قتل عمال الإغاثة الغربيين، وأصدقاء الإبادة الجماعية، وأصدقاء الفاشية.
وأضاف أنه “بعد مرور ستة أشهر، بدأ ينهار بأسره ذلك الكيان الذي سمح للقوات الإسرائيلية بقتل ما يزيد على 33 ألف فلسطيني، وجرح ما يزيد على 75 ألفاً آخرين، وتشريد السكان الذين يزيد تعدادهم على 2.3 مليون نسمة، وتجويعهم، وهدم شمال غزة، وتدمير الخدمات الصحية”.
وقال “هيرست “ها هم الزعماء السياسيون الذين برروا هذه المذابح باعتبارها ممارسة من قبل إسرائيل لحقها في الدفاع عن النفس، والصحفيون الذين روجوا لحكايات الرعب الوهمية عن الرضع الذين قطعت رؤوسهم أو النساء الذين تعرضن للاغتصاب الجماعي يوم السابع من أكتوبر، والمحررون الذين ظلوا يومياً يتجاهلون التقارير التي تتحدث عن تعرض قوافل الإغاثة للاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية، ها هم جميعاً يهرعون بحثاً عن ملاذ”.
وأضاف “ها هي تنهار في أيديهم جميع الحجج التي استخدموها للدفاع عن هذا الذبح المستمر، الزعم بأن هذه حرب عادلة، وبأن إسرائيل ينبغي أن يُسمح لها بإنجاز المهمة، وبأن الفعل المتخذ متناسب، وبأن الإجراء القانوني في محكمة العدل الدولية يعيق محادثات السلام ولذلك يمكن تجاهله، وبأن بريطانيا والولايات المتحدة يمكنهما في نفس الوقت وعظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والاستمرار في تزويده بالسلاح”.
وأوضح هيرست “لقد انفجر السد، ولم يعد بإمكان وزير الخارجية اللورد كاميرون ممارسة لعبة القط والفأر مع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان أليشا كيرنز، التي كشفت قبل بضعة أيام عن أن محامي الحكومة علموا بأن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي”.
وما يزيد عن 600 من الشخصيات البارزة، محامين وأكاديميين وقضاة سابقين، بما في ذلك الرئيسة السابقة للمحكمة العليا الليدي هيل واثنان من القضاة السابقين في المحكمة، وقعوا على خطاب يحذر الحكومة البريطانية من أنها تنتهك القانون الدولي من خلال استمرارها في تسليح “إسرائيل”.
أما الوزير السابق في الخارجية البريطانية السير ألان دانكان فتساءل كيف يمكن الاستمرار في اعتبار “إسرائيل” حليفاً لبريطانيا، وطالب بمحاسبة كبار أنصارها اللورد بولاك واللورد بيكلز وطوم توغندات على دعمهم لـ “إسرائيل”.
وقال في مقابلة مع إذاعة إل بي سي: “أظن أن أي شيء يدعم ما يوشك أن يتحول إلى طامة كبرى في غزة أمر غير مقبول أخلاقياً، وما يجب علينا أن نقبل به هو أنه ليس فقط أن ما يقومون به الآن خطأ ، بل إن ما لم تزل تفعله إسرائيل منذ سنين خطأ لأن الجيش الإسرائيلي لا يلتزم بالقانون الدولي”.
وأضاف: “الجيش الإسرائيلي يساند ويدعم المستوطنين غير الشرعيين في الضفة الغربية الذين يسرقون الأراضي الفلسطينية، إن تلك السرقة للأراضي، عمليات الضم لأراضي فلسطين، هي أصل المشكلة”.