الثورة – دمشق – فردوس دياب ومها دياب:
يعتبر سوق البذورية من الأسواق العريقة في دمشق القديمة، لما له من رمزية كبيرة في قلوب ونفوس السوريين، فهو يعكس فرحهم وكرمهم وأعيادهم التي لاتتزين إلا بحلويات البذورية التي يتزاحم على شرائها السوريون قبيل الأعياد والأفراح.
في سوق البذورية وقبل أن تبهرك الحلويات بأنواعها وأشكالها وألوانها، يبهرك كرم الباعة الذين يتسابقون للضيافة وتقديم الحلويات للزائرين ليرسموا صورة مصغرة لكرم وأخلاق الشعب السوري.
” الثورة” كانت حاضرة في سوق البذورية والتقت عدداً من القادمين إلى البذورية وعدداً من أصحاب المحال الباعة الذين أجمعوا على أن أعياد السوريين لا تكتمل إلا بزيارة هذا السوق العريق.
-حالة فرح..
السيدة ميرنا الخالدي أكدت أن زيارة البذورية قبيل العيد هو طقس من طقوس العيد لأنه يعكس حالة الفرح التي تكتنف الأسرة السورية، مضيفة أن ذلك مرتبطاً معها منذ طفولتها عندما كانت تأتي مع والديها الى البذورية من أجل شراء الملبس والسكاكر.
أما السيدة سمية خيرات فقد عبرت بدورها عن سعادتها الغامرة بقدومها إلى البذورية من أجل استكمال مستلزمات العيد من الملبس والشوكولا والنوجا التي يحبها أحفادها كثيراً لذلك تحرص على شرائها من البذورية كل عيد.
– فسحة للروح..
من جانبه قال السيد أبو قاسم- وقد اصطحب أولاده وزوجته معه: إنه يحرص على القدوم إلى البزورية بشكل متكرر، خاصة في الأعياد والمناسبات لأنه يعتبر زيارة هذه الأماكن في دمشق القديمة فسحة للروح والنفس من أجل أن يستعيد الإنسان طاقته وقدرته على الحياة، مبينا أنه يحب أن يصطحب أطفاله ليختاروا حلويات العيد كنوع من الاحتفال بنهاية شهر رمضان وحلول العيد.
بدوره قال الحاج أبو عمر السيوفي- صاحب محل لبيع الملبس والنوجا: إن الزحام الدائم في البذورية يعبر عن أهمية وعراقة هذا السوق الذي يقدم مختلف أنواع الحلويات الطازجة والجيدة وبأسعار مقبولة وربح قليل جدا وهذه سمة من سمات أصحاب المحال هنا الذين يسعون إلى الربح القليل لإيمانهم الكبير بأن الله يعوض عليهم ويبارك لهم أرباحهم.
– أسعار مخفضة..
من جانبه أكد السيد أبو هيثم السيوفي أن أغلب المنتجات التي يبيعها في محله هي من صنع معمله وبالتالي يبيعها بسعر الجملة تقريبا، مساهمة منه في مساعدة الناس في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب السوري.
من جهته أوضح صاحب محل السكري أن سبب قدوم الناس إلى البزورية يعود إلى تنوع وكثرة منتجاتها التي تتجدد باستمرار ، بالإضافة إلى أسعارها المنخفضة جدا عن أسعار السوق، خصوصاً وأن معظم أصحاب المحال هنا يصنعون الحلويات من معمول وسكاكر ونوجة وملبس في معاملهم.
زياد البزم بيَّن أن حالة الفرح التي نجدها في وجوه الزائرين تدفعنا إلى الاستمرار في الاهتمام بجودة منتجاتنا وبيعها بأسعار مقبولة ومواصلة العادة المتوارثة لتجار البذورية وهي تقديم السكاكر والملبس لكل الزوار والمارين من أمام المحلات من أجل أن يتذوقوها ويدعوا لنا بالخير والبركة.