الثورة- منهل إبراهيم:
باتت قضية فلسطين تلاقي تعاطفاً كبيراً على الساحة الدولية بعد الحرب الظالمة والقاسية والهمجية التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة، وأخذت دول عديدة في الغرب باتخاذ خطوات مختلفة الأشكال للتعبير عن العطف والتضامن مع القضية الفلسطينية، والمحنة التي يمر بها أهل غزة خصوصا وأهل فلسطين بشكل عام.
وتؤكد العديد من القنوات الإعلامية أن الغرب وبالدرجة الأولى الاتحاد الأوروبي بات يشهد تغييراً في المواقف ودفع باتجاه محاولة إجبار الكيان الصهيوني على تقديم التزامات في مجال حقوق الإنسان، كشرط لأي اتفاق مع الكيان.
وضمن هذا السياق بحث رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، خطتهما المشتركة للاعتراف بدولة فلسطين، وذلك خلال لقائهما في دبلن.
يأتي هذا اللقاء بعدما كتبت أيرلندا وإسبانيا رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية تطلبان فيها “مراجعة عاجلة” حول ما إذا كانت “إسرائيل” تمتثل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان. وقالت قناة “القاهرة الإخبارية” إن اللقاء يشهد كذلك محاولة إجبار الاتحاد الأوروبي على تقييم التزامات “إسرائيل” في مجال حقوق الإنسان، كشرط لاتفاقهم التجاري مع الكتلة.
وقال هاريس، إن “سانشيز مرحب به في دبلن، حيث سيكون أول رئيس حكومة أرحب به في المباني الحكومية، وأنا أتطلع إلى فرصة لمناقشة مسألة الاعتراف بدولة فلسطين والمسائل الأوسع، بما في ذلك تلك الرسالة”.
وأضاف هاريس أن “رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ترى أن هناك فرصة في القمة المقبلة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة هذه الأمور والنظر فيها”، في إشارة إلى أنه يجري العمل على مراجعة هذه الأمور.
في سياق متصل، كان تانيست ميشيل مارتن، نائب رئيس الوزراء الأيرلندي ووزير الخارجية، قد صرح بأنه سيقدم اقتراحا رسمياً بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى الحكومة عندما تنتهي “المناقشات الدولية الأوسع”.
من ناحية أخرى، كان رئيس الوزراء الإسباني، من أكثر الأصوات انتقاداً لـ “إسرائيل” في الاتحاد الأوروبي، وصرح في وقت سابق أمام مجلس النواب ببلاده، بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو “مصلحة جيوسياسية لأوروبا”، مؤكداً مجدداً أن مدريد “مستعدة” للقيام بهذه الخطوة.
يذكر أنه في أواخر آذار الماضي، أصدر سانشيز إعلانا مشتركا مع نظرائه الأيرلندي والمالطي والسلوفيني، أكدوا فيه استعدادهم الاعتراف بدولة فلسطين، مبررين ذلك بأن هذا الاعتراف من شأنه المساهمة الإيجابية في حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 33545 فلسطينياً، حتى الآن، فيما وصل عدد المصابين إلى 76094 مصابا، 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.