الثورة – ختام أحمد:
كثفت الصين جهودها الدبلوماسية لكبح جماح الصراع بين إيران و”إسرائيل”، حيث أجرى وزير الخارجية وانغ يي محادثات هاتفية مع نظرائه في إيران والمملكة العربية السعودية، وتعهد بأن بكين ستعمل على منع تدهور الأوضاع الأمنية الإقليمية.
وتم إجراء المكالمات الهاتفية مساء الاثنين، بعد يوم من إطلاق إيران طائرات مسيرة وصواريخ تستهدف كيان إسرائيل، والتي قالت طهران إنها رد على غارة جوية في الأول من نيسان أصابت مبنى دبلوماسياً إيرانياً في العاصمة السورية دمشق.
وخلال المحادثات الهاتفية، أكد وانغ أن التصعيد الحالي للتوتر في الشرق الأوسط هو أحدث الآثار غير المباشرة للصراع في غزة، وأن الأولويات القصوى تشمل تحقيق وقف إطلاق نار غير مشروط ودائم على الفور، وحماية المدنيين بشكل فعال وضمان التدفق دون انقطاع من المساعدات الإنسانية.
وقال وانغ لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الصين تعتقد أن إيران قادرة على التعامل مع الوضع بشكل جيد وتجنيب المنطقة المزيد من الاضطرابات، مع حماية سيادتها وكرامتها.
وأعرب عن تقديره لتأكيد إيران على عدم استهداف الدول الإقليمية والمجاورة وكذلك تأكيدها على مواصلة اتباع سياسة حسن الجوار والصداقة.
وأطلع أمير عبد اللهيان وانغ على موقف إيران، قائلاً إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتخذ الرد اللازم على الهجوم الإسرائيلي، وإن إيران لها الحق في الدفاع عن النفس رداً على انتهاك سيادتها.
وفي إشارة إلى أن الوضع الحالي في المنطقة حساس للغاية، قال أمير عبد اللهيان إن إيران مستعدة لممارسة ضبط النفس وليس لديها أي نية لزيادة تصعيد الوضع.
وخلال حديثه مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، قال وانغ إن بكين تقدر تركيز الرياض على حل القضايا عبر الوسائل الدبلوماسية، مضيفاً أن الصين مستعدة للعمل مع المملكة العربية السعودية لتجنب المزيد من تصعيد المواجهة.
وقال فيصل لوانغ إن المملكة العربية السعودية تتوقع من الصين أن تلعب دوراً نشطاً ومهماً في دعم السلام والاستقرار الإقليميين، مضيفاً أن بلاده مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين لتعزيز وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة وكذلك البدء بتنفيذ حل الدولتين.
وقال ليو تشونغ مين، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، إن الصين تسعى إلى الحفاظ على التواصل والتنسيق مع الأطراف المعنية التي يمكنها لعب أدوارها في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم من أجل تهدئة التوتر الحالي في الشرق الأوسط بشكل مشترك.
وأضاف أن المواجهة الأخيرة بين إيران و”إسرائيل” تأتي وسط الخلافات طويلة الأمد التي لم يتم حلها بين الطرفين، وأن تصعيد الصراع سيؤثر سلباً على الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وقال ليو إن الآثار غير المباشرة للصراع في غزة محسوسة في اتجاهات مختلفة، بما في ذلك البحر الأحمر ولبنان وسورية والعراق ومنطقة الخليج. وأضاف أن أي تصعيد إضافي للتوتر بين إيران و”إسرائيل” سيؤثر بلا شك على الاستقرار في الخليج.
منذ أن عينت الصين مبعوثاً خاصاً لقضية الشرق الأوسط في عام 2002، ظلت تسعى جاهدة للعب دور بناء في تعزيز محادثات السلام بشأن العديد من القضايا الإقليمية الساخنة، مثل الأوضاع في سورية والعراق، فضلاً عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال ليو إن وساطة الصين للتوصل إلى اتفاق تاريخي العام الماضي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية تعد من أبرز جهودها الدبلوماسية في المنطقة.
وأضاف أنه من خلال التواصل مع المملكة العربية السعودية، الدولة القادرة على ممارسة النفوذ على كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تلعب الصين دوراً بناء وتقدم مساهمات للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وخاصة في منطقة الخليج.
المصدر – تشاينا ديلي