الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بعد أن قصفت “إسرائيل” مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، عملت الولايات المتحدة بنشاط على منع الأمم المتحدة من إدانة “إسرائيل”. ولكن في أعقاب الضربة الإيرانية ضد “إسرائيل”، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حريصان على فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران، ما يكشف أن المعايير المزدوجة للغرب واضحة وصارخة في هذا الوضع.
قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة على إيران في الأيام المقبلة. كما صرح منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في اليوم نفسه أن الاتحاد الأوروبي بدأ العمل على توسيع العقوبات على إيران. وقالت يلين إن وزارة الخزانة لن تتردد في العمل مع حلفاء الولايات المتحدة لاستخدام سلطة العقوبات لمواصلة تعطيل “النشاط الخبيث والمزعزع للاستقرار” للنظام الإيراني، حسب زعمها.
وقال لي ويجيان، زميل باحث في معهد دراسات السياسة الخارجية التابع لمعاهد شنغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز إن عدوان “إسرائيل” على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، يعد انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ونظراً لمعارضة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إدانة الهجوم الإسرائيلي على المؤسسات الدبلوماسية الإيرانية.
ورداً على انتهاك “إسرائيل” الواضح للقانون الدولي، اختارت الولايات المتحدة وحلفاؤها التغاضي عنه. والآن، يحاولون استرضاء “إسرائيل” بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، ومن الواضح أن تحديد الصواب والخطأ بالنسبة للولايات المتحدة يعتمد بشكل واضح على مصالحها الخاصة.
تعيش إيران تحت وطأة العقوبات الأميركية منذ عقود، وحتى الآن، طالبت الولايات المتحدة بإصدار أربعة قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض عقوبات على إيران.
ومع ذلك، فإن فعالية العقوبات الأمريكية أصبحت محدودة بشكل متزايد، فقد طورت إيران مجموعة من الطرق للتعامل مع العقوبات الغربية، ووفقاً لتانغ تشي تشاو، محلل شؤون الشرق الأوسط في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أنه بالنسبة لإيران، فإن العقوبات الأمريكية في مجالات مثل النفط والأسلحة ليست جديدة، وقد فشلت الولايات المتحدة باستمرار في تحقيق هدفها المتمثل في إجبار إيران على الخضوع من خلال فرض العقوبات عليها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الغرض الرئيسي من هذه العقوبات المخطط لها من قبل الولايات المتحدة هو استرضاء” إسرائيل”، الأمر الذي يكشف تماماً المعايير المزدوجة الثابتة لواشنطن وحلفائها.
لقد غضت الولايات المتحدة الطرف عن الأسباب الجذرية لأزمة الشرق الأوسط، والأسوأ من ذلك أنه منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لم تبذل الولايات المتحدة جهداً كافياً لوقف تصرفات “إسرائيل”، وبدلاً من ذلك قدمت قدراً كبيراً من المساعدات العسكرية والدعم السياسي لها، فحولت نفسها إلى شريك ومتآمر مطلق في الكارثة الإنسانية في غزة.
واليوم يعمل الغرب مرة أخرى على شيطنة إيران، الأمر الذي يساعد “إسرائيل” على تحويل الانتباه الدولي.
وفي أيامنا هذه، تعمل وسائل الإعلام الغربية على تضخيم الصراع بين إيران و”إسرائيل”، ما يضع إيران في واجهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعتزم تحويل انتباه المجتمع الدولي بعيداً عن جوهر الصراع الحقيقي.
ويعتقد تانغ أن الولايات المتحدة والدول الغربية و”إسرائيل ” تواجه ضغوطاً دولية هائلة بشأن الصراع في غزة. إنهم يحاولون صرف الانتباه من خلال المبالغة في التهديد الذي تشكله إيران وإضفاء الإثارة على الضربة الإيرانية ضد” إسرائيل”.
وإن تفضيل واشنطن المستمر لإسرائيل، لن يؤدي إلا إلى تشجيع سلوكها العدواني والاستفزازي في المنطقة. ولن تتمكن الولايات المتحدة والدول الغربية من تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط بشكل فعال وتحقيق اختراقات في تعزيز العدالة والسلام في المنطقة إلا عندما يتخلون عن المعايير المزدوجة.
المصدر – غلوبال تايمز