الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
نظراً لما تشغله أمراض السرطان من مكانة بحثية ودراسات على المستوى المحلي والعالمي فإن الإحاطة بكل ما يتعلق بتطورات هذه الأمراض أصبح محط اهتمام الكثير من الجمعيات والجهات المعرفية وخاصة السرطانات القابلة للعلاج والشفاء في حال الكشف المبكر وأخذ التدابير اللازمة ومنها سرطان البروستات الذي يحظى اليوم بتدابير ومستجدات في التشخيص والمعالجة.
آخر الدراسات والتطورات المتعلقة بهذا الجانب كان المحور الرئيسي ضمن ندوة الربيع السنوية الثامنة والثلاثين التي أقامتها الجمعية السورية لجراحة المسالك البولية والتي ناقش المشاركون بها العلاج الهرموني لسرطان البروستات ومستجدات الطب النووي والعلاج المؤجل وأهمية قرار اتخاذ الخزعة واضطرابات الوظيفة الجنسية لمن يعاني من سرطان البروستات لدى جيل الشباب، وخورازميات التشخيص والمعالجة وأهمية الجوانب المتعلقة بالتوعية والمتابعة.
رئيس الجمعية السورية لجراحة المسالك البولية الدكتور عدنان أحمد بين أن موضوع سرطان البروستات من المواضيع الشائكة والمعقدة والتي تختلف حولها الآراء في التشخيص والعلاج، ولهذا من الضروري التعريف بمستجدات هذا المرض وطرق تدبيره فكانت الندوة كلها حول أفضل آلية يجب اتباعها في التشخيص والعلاج. لافتاً إلى وجود مشاركين كثر من الاختصاصيين بموضوع العلاج الكيميائي والأورام والجراحة وكلهم لديهم مواضيع جديدة حيال هذا المرض.
وأكد الدكتور أحمد أن هذا النوع من السرطان يرتبط بالعمر وبالذكورة بشكل كبير لذلك لا يوجد طرق سلوكية معينة يجب اتباعها للحماية منه، ومن المعروف أنه بعمر ما فوق الـ 75 سنة يصاب به 3 أشخاص من أصل أربعة حتى لو كانت صحتهم جيدة ولا يشكون من أي مرض آخر.
رئيس شعبة الجراحة البولية في مشفى الكلية الجراحي أحمد دراج تحدث حول علاج سرطان البروستات الحديث البؤري وهو أمر غير موجود حالياً في سورية ولكن من الضروري التعريف به والاطلاع إلى ما توصل إليه العلم في هذا العلاج، وخاصة أن جميع التوجهات اليوم هي للمعالجات غير الجراحية.
وبين دراج أن التركيز حالياً يكون على العلاج الهدفي لما يقدمه من نتائج رائعة، إلا أن مشكلته بالتكلفة المادية الكبيرة. لافتاً إلى أهمية الندوة من حيث الدور المهم الذي يقوم به الأطباء الذين يسافرون خارج القطر ويشاركون في مؤتمرات عالمية بنقل الخبرات والتطورات الحديثة إلى زملائهم من الأطباء المشاركين في الندوة وطلاب الدراسات العليا والأطباء المقيمين.
وأكد على أهمية التوعية نحو التشخيص المبكر لسرطان البروستات لكونه من السرطانات التي يمكن السيطرة عليها وتحقيق نسب شفاء عالية وتحقيق إنذار جيد في حال معرفة وجوده في مراحله الأولى.
المسؤول العلمي في الجمعية السورية لجراحة المسالك البولية الدكتور أحمد فريد غزال تحدث في محاضرته حول المعالجات الحديثة لسرطان البروستات وخاصة جوانب المحافظة واستخدام الروبوتات في الجراحة وأهمية الجوانب التوعوية حيال الكشف المبكر. لافتاً إلى أهمية اكتشاف المرض في بدايته ليكون العلاج جيداً جداً، حيث يصل المريض إلى الشفاء الكامل والحل النهائي للمشكلة. وذلك من خلال الفحص السنوي psa والفحص عند الطبيب.
وبين الدكتور غزال أن كل رجل عمره 40 سنة فما فوق عليه أن يراجع طبيب المسالك البولية للقيام بهذين الفحصين وهي مسألة مهمة في توعية أكبر عدد ممكن من الناس. مشيراً إلى أن الجمعية السورية لجراحة المسالك البولية تعتبر من أعرق وأقدم الجمعيات العلمية في سورية إذ يصل عمرها إلى 50 سنة ولديها أنشطة علمية مستمرة على مستوى المحافظات السورية ككل، إضافة إلى أنها تقدم استشارات مجانية لجميع المواطنين.