الثورة – عبير محمد:
معرفة الذات هي الخطوة الأهم التي لابد للأهل بتعليمها لأولادهم لأنها تبدأ منذ الطفولة وتنمو بسرعة في مرحلة المراهقة لتصل إلى مرحلة تبلور الشخصية الإنسانية، وهنا لابد من التفكير بنقاط القوة والضعف لدى الطفل لأن ذلك يساعد الطفل والأبوين معا على معرفة ذات طفلهم وتعليمه استكشاف مكامن قوته وضعفه.
ومن هنا يتعلم على فهم نفسه بشكل أفضل، ومعرفة مهاراته الواضحة أو الدفينة وقدراته وإمكانياته على عملية تطوير شخصيته واستمراره في اكتشاف ذاته، وتستمر حتى تحقيق الذات، وقبل أن يتمكن الكائن البشري من تحقيق التطور الذاتي المنشود عليه أولاً أن يعرف من هو وهذا ما يسمى (الوعي بالذات)، ومن ثم يكتشف المهارات والقدرات التي يمتلكها، ومن خلال عملية التقييم المستمر لمهاراته ولقدراته سيصل في النهاية إلى تحقيق ذاته، ولكن كيف يتمكن الكأئن البشري من تطوير ذاته ومواكبة تطويرها في جميع المراحل العمرية.
خطوات تعزيز الذات
تعزيز المهارات: المكون الرئيس لتنمية الشخصية هو تطوير المهارات، والبحث المستمر عن الطرق الفعالة لتطوير المهارات والقدرات، فمن خلال تحسين المهارات ستصبح أكثر قدرة وكفاءة وأكثر ثقة بنفسك وقدراتك، كما يجب عليك التركيز على تطوير فعاليتك الشخصية من خلال تفعيل مهاراتك الشخصية، مثل إدارة الوقت، وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
فعلى الفرد أن يتذكر دائماً أن تكون نفسك، والتركيز على نفسك وما تريد، في عالم يتوقع منا أن نتوافق معه ونلائمه يكون من الصعب في بعض الأحيان أن نكون أنفسنا، ولكن من الأفضل تجنب الامتثال لمعايير الآخرين وتوقعاتهم ومثلهم العليا لأنهم في كثير من الأحيان ليسوا واقعيين، ويبحثون دائماً عن أشباههم الذين لا يعرفون عن أنفسهم إلا بالمقدار الذي يخبرهم عنه الآخرين، لذا تذكر أن تكون أفضل نسخة لنفسك، وليس نسخة لشخص آخر.
وتعتبر معرفة الذات، الخطوة الأهم التي يبدأ فيها المرء بالتفكير بنقاط القوة والضعف لديه، حيث تساعد المعرفة الذاتية على فهم النفس بشكل أفضل، ومعرفة المهارات والقدرات والإمكانيات.
زيادة الثقة بالنفس
وعن فوائد التعرف على الذات تشير الاختصاصية هبة عرنوس إلى أنه عندما يتعرف المرء على نفسه بشكل أعمق، سوف تزداد ثقته بقدراته وقراراته. هذا يمكن أن يؤدي إلى شعور أكبر بالاستقلالية وقبول الذات.
والأمر الآخر يتعلق بحسن العلاقات الشخصية، أي بفهم أفضل لاحتياجات الشخص وأهدافه وقيمه، بحيث يمكنه بناء علاقات أكثر صحة وثقة مع الآخرين. كما يمكن للتعرف على النفس مساعدته في فهم احتياجات الآخرين بشكل أفضل.
وعن تحقيق الأهداف الشخصية تنوه عرنوس بأنه عندما تحدد أهدافك الشخصية بشكل واضح، وتعرف ما الذي يدفعك نحو تحقيقها، ستكون أكثر عرضة لتحقيق النجاح في حياتك المهنية والشخصية.
كذلك تقليل التوتر وزيادة السعادة يتم بفهم أفضل لنفسك واحتياجاتك، وبالتالي ستكون أكثر قدرة على إدارة التوتر والضغوطات بفعالية. ما يساعد في زيادة مستويات السعادة والرضا الشخصي.
أما تطوير المرونة العاطفية، فتظهر عندما تتعرف على نفسك بشكل أفضل، وستكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات العاطفية بشكل صحيح وبناء علاقات أكثر صلابة واستقراراً.