الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
من البدهي القول إن كل إعلامي يجب أن يكون مثقفاً أو على الأقل متابعاً جيداً لمجريات المجال الذي يكتب فيه، وأن يمتلك ألف باء اللغة والصياغة وروح السؤال النقدي.
لا نريده أن يكون إداورد سعيد، ولا غرامشي ولا سارتر .إنما على الأقل يجيد الدفاع عما يكتبه.
في مشهد الإعلام الثقافي السائد الآن كلنا دون استثناء حتى كاتب هذه السطور سطحيون جداً فيما نكتب وننشر ..تتفاوت الحالة بين نسخ ولصق، وبين نقل فوتوغرافي لنشاط ثقافي يقدم معده ملخصاً جاهزاً يأخذه من يسمى (إعلامي).
وربما لا يحضر قد يرسل إليه ما يريد ..
ولذلك ترى أن الكثير مما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي نسخة واحدة، المتغير فيها هو اسم الناشر.
والإعلام الثقافي ليس أسوأ مما ينشر في ألوان أخرى( مجتمعات ـ متابعات ـ منوعات اقتصاد ـ تحليل سياسي اقتصادي..) إلى ما في صنوف الإعلام من ألوان..
ربما يسأل أحد ما: هل هذا حال إعلامنا نحن وحدنا دون غيرنا..؟
بالتأكيد: لا..ربما نكون أفضل كثيراً من الآخرين، ولكننا نتوق للأحسن دائماً..
أما لماذا هذه الحال ؟
فالجواب: بأننا نعيش عصر التسطيح في كل شيء، وننساق في قطيع إلكتروني يعصف بنا ويدمر كل ملامح الخصوصية والتميز لذا نبدو كأننا رؤوس بصل متساوية لا هوية لرأس تميزه عن الآخر إلا ما ندر.
العدد 1186 –23-4-2024