محمد شريف الجيوسي
يستخدم الغرب الأوروبي الاستعماري وفي مقدمته الولايات المتحدة (معاداة السامية) كفزاعة لخدمة “إسرائيل” ما يدل على أن الغرب لم يقرأ جيداً التاريخ، فالعرب ساميون بل هم جذور السامية، ومع ذلك يستخدم الغرب وأمريكا هذه الفزاعة ضد العرب عندما يكشفون جرائم الصهيونية وجرائم الإبادة التي تقوم بها الحركة الصهيونية ممثلة بذراعها التنفيذي “إسرائيل” أو عندما تنتقد أي جهة الجرائم الصهيونية كاحتجاجات الطلبة في الجامعات الأمريكية ذنبهم أنهم طالبوا بوقف تعامل الجامعة التكنولوجية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اقترف جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني.
إن الغرب أول من ارتكب جرائم تمييز ضد السامية، ففي الثقافة الشعبية الرائجة أوروبياً ” أن اليهود كالخنازير البغية في ظهور الجبال” وعلى مدى عقود وقرون لم تخل سنة من عملية اضطهاد أوروبية ضد اليهود فيما لم يمارس العرب أي نوع من اضطهاد على اليهود على مدى قرون.
إن فزاعة “معاداة السامية” ليس هدفها إنصاف اليهود أو الساميين وإنما تكريس “إسرائيل” كقوة عظمى في المنطقة العربية لاستنزافها والحيلولة دون توحدها وضرب طموحاتها، بل إن “إسرائيل” هي من تضطهد الحركات اليهودية الذين يرون في قيام الكيان الإسرائيلي مخالفةً لأمر الرب والتوراة وهو ما يحدث لليهود المقيمين في مدينة القدس، حيث يجري اضطهادهم كما العرب الفلسطينيين.
إن فزاعة “معاداة السامية” ينبغي مراجعته باعتباره شعاراً كاذباً يضطهد أول من يضطهدُ الساميين فهو تجارةٌ بائسة ينبغي إعلان إفلاسها.
التالي